يشهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين منذ ساعات، هدوء حذر، تشوبه رشقات نارية متقطعة عند محوري الطوارئ والتعمير، بعد جولة من المعارك اندلعت ليلاً، بين قوات الأمن الوطني الفلسطيني ومقاتلي حركة فتح من جهة، وتنظيم ما يسمى بـ " الشباب المسلم" من الجهة الثانية.
وكانت المعارك قد تجددت ليل الخميس 7 أيلول/ سبتمبر، وذلك بعد هدوء ساد بين الطرفين منذ السادس من آب/ أغسطس الفائت. وسط حركة نزوح كثيفة للأهالي باتجاه جامع الموصلي المحاذي للمخيم.
ونجحت اتصالات مكثفة تجريها أطراف هيئة العمل الفلسطيني المشترك وقوى وأحزاب لبنانية في مدينة صيدا، في إحداث وقف لإطلاق النار، فيما تتواصل المساعي لتثبيته، حسبما أكدت مصادر سياسية فلسطينية.
وأفادت مصادر ميدانية لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ سيارات الإسعاف التابعة للدفاع المدني الفلسطيني والهلال الأحمر، نقلت قرابة 11 إصابة بينهم طفل إلى مستشفيات المنطقة، جلّهم من المدنيين القاطنين في حي التعمير.
قوات الأمن الوطني الفلسطيني وحركة فتح، أرجعت في بيان لها سبب تجدد المعارك، إلى "محاولة تسلسل وهجوم نفذتها العصابات الإرهابية من قتلة الشهيد اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه على مقرات حركة "فتح"، والتصدّي لمحاولة الهجوم الفاشلة التي نفذتها عصابات الإجرام بهدف إفشال نتائج اجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك." حسب قولها.
وأضافت الحركة، أنّ قوات الأمن الوطني "مازالت ترد على مصادر النيران وصد الهجوم المباغت على أهلنا ومخيمنا."
ودعت هيئة العمل الفلسطيني قد دعت إلى" وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، وإفساح المجال أمام القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة وهيئة العمل المشترك في صيدا للقيام بواجباتها وتنفيذ ما أوكل لها"
وأثار تجدد المعارك، استياء الأهالي والفاعليات السياسية والمدنية في مدينة صيدا، حيث وصلت الرصاصات الطائشة وشظايا القذائف إلى أحياء متفرقة من المدينة. وسجّل إصابة رجل مسن في حي البراد وسط مدينة صيدا.
كما جاءت المعارك، عقب قرارات أصدرتها هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، يوم 5 أيلول/ سبتمبر الجاري، بتكليف القوة الأمنية المشتركة في مخيم عين الحلوة، وبغطاء من قبل كافة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في المخيم بـما وصفته بـ "القيام بالواجب الموكل إليها فيما يختص بارتكاب الجرائم الأخيرة التي شهدها المخيم، وبما يحفظ الأمن والاستقرار في المخيم والجوار اللبناني الشقيق."
اقرأ/ي أيضاً قرار بتكليف القوة المشتركة بـ "الواجب الموكل" في ملف اغتيالات عين الحلوة
وجاءت قرارات الهيئة، عقب أكثر من أسبوعين من الجهود، لتسليم المطلوبين الذين وردت أسماؤهم في تقرير لجنة التحقيق الذي جرى تقديمه يوم/ 22 من آب/ أغسطس الفائت، و قررت فيه الهيئة تسليم كافة الواردة أسماؤهم في تقرير اللجنة.
وكان رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور باسل حسن، قد أكد في حديث متلفز الخميس، وجود توجهات لتنفيذ مداهمات لاعتقال المطلوبين باغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا أبو أشرف العرموشي، تشارك فيها الفصائل الفلسطينية كافّة.
وأشار حسن إلى أنّ الجيش اللبناني قد يشارك "في حال الاحتياج إلى قوة مساندة فستكون هناك آليات للتعاون" حسب قوله.
وكانت المعارك بين حركة فتح وتنظيم " الشباب المسلم" قد اندلعت في 30 تموز/ يوليو الماضي في المخيم، إثر عمليتي اغتيال، استهدفت الأولى الناشط " الإسلامي" عبد فرهود، فيما استهدفت الثانية قائد الأمر الوطني الفلسطيني في مدينة صيدا أبو أشرف العرموشي، واستعرت على أثرها المعارك واستمرت لأيام، أسفرت عن 13 قتيلاً وعشرات الجرحى ودمار واسع في البيوت والممتلكات.
وتسببت المعارك، واستخدام مدارس الوكالة في العمليات العسكرية، بأضرار مادية جعلتها غير صالحة للاستخدام، ما دفع "أونروا" للبحث عن أبنية بديلة خارج المخيم، لاستيعاب 5900 تلميذة وتلميذ، وإطلاق نداء للمانحين من أجل الحصول على 15.50 مليون دولار لإصلاح الأضرار الناجمة عن الاقتتال.