انتهى في مدينة صيدا جنوبي لبنان بعد عصر اليوم السبت 9 أيلول/ سبتمبر، اجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك في مقر الاتحادات النقابية في المدينة، وخرج بما وصفه بـ " اتفاق حاسم لوقف إطلاق النار" في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الذي تتواصل فيه المعارك حتى لحظة إعداد هذا الخبر.
وأكدت مصادر ميدانية لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، دخول وفد من الهيئة إلى المخيم قبل قليل، لتثبيت اتفاق وقف النار، بالتزامن مع سماع أصوات إطلاق نار كثيف وقذائف، فيما بدا أنه خرق أولي للاتفاق.
وقرر المجتمعون، تشكيل وفدين من الهيئة، يتوجه الأول إلى مقر حركة فتح وقيادة الأمن الوطني في منطقة البركسات لقعد اجتماع مع قيادات الحركة، فيما يتولى الوفد الثاني مهمة الاجتماع مع "القوى الإسلامية" حيث سيجتمع مع "عصبة الأنصار" في مقرها بحي الصفصاف.
وأكدت الهيئة عقب الاجتماع، استمرار الاتصالات بين كافة الأطراف، لتأكيد اتفاق وقف إطلاق النار ومنع الخروقات.
وجاءت هذه التطورات، في وقت يتفاقم فيه المشهد الإنساني، على وقع استمرار حالة النزوح، حث غصّ حرم الجامع الموصلي المحاذي بأكثر من 400 نازح، وتوافد حشد من العائلات النازحة إلى باحة بلدية صيدا وسط المدينة.
كما استضافت بلدية صيدا، اجتماعاً لمناقشة المآلات الإنسانية على ضوء استمرار المعارك، شارك فيه وكالة "أونروا" والصليب الأحمر اللبناني وعدد من المؤسسات الإنسانية، واتخاذ تدابير إجرائية لاحتواء الازمة.
وعقب الاجتماع، بدأ الصليب الأحمر اللبناني، بنصب خيام لإيواء نازحين محتملين من مخيم عين الحلوة، وترحيل النازحين الموجودين في حديقة مقر البلدية إليها، وذلك بالقرب من منطقة الملعب البلدي في مدينة صيدا.
وناشد الصليب الأحمر، كافة المؤسسات الإنسانية العاملة، التوجه الى منطقة نصب الخيام، والمشاركة في المهام الإنسانية، التي تضمنت نصب خيام لعلاج المصابين.
وكان كلّ من رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي وقيادة الجيش اللبناني، دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في مخيم عين الحلوة، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه ميقاتي مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فيما أصدر الجيش بياناً بذلك.
وقال ميقاتي خلال الاتصال بحسب وسائل إعلام لبنانية: إنّه "من غير المسموح ولا المقبول أن تعتبر التنظيمات الفلسطينية الأرض اللبنانية سائبة فتلجأ الى هذا الاقتتال الدموي وتروّع اللبنانيين لا سيما منهم أبناء الجنوب الذين يحتضنون الفلسطينيين منذ أعوام طويلة".
اقرأ/ي أيضاً الحكومة اللبنانية وقيادة الجيش يدعوان إلى وقف القتال في مخيم عين الحلوة
وكان خرق عنيف لاتفاق وقف إطلاق النار قد بدأ عند الساعة العاشرة من صباح اليوم السبت 9 أيلول/ سبتمبر، أوقع قتيلين على الأقل وعدداً من الإصابات، جراء شنّ عناصر من حركة فتح هجوماً على مركز لتجمع "الشباب المسلم" في حي حطين، وامتدت الاشتباكات إلى أحياء الطوارئ والتعمير والرأس الأحمر، واستخدمت فيها القذائف الصاروخية والقنابل اليدوية، وطالت العديد من القذائف الطائشة بعض أحياء مدينة صيدا.
وكانت قوات الأمن الوطني قد عممت وقفاً لإطلاق النار، نتج عن اتصالات واجتماعات سياسية، ودخل حيز التنفيذ عند الساعة السابعة من مساء أمس الجمعة، تخلله عدّة خروقات، قبل أن ينهار الاتفاق صباح اليوم.