بحث رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينيّة أحمد أبو هولي، مع رئيس مكتب تمثيل جمهورية ألمانيا الاتحادية أوليفر أوفتشا، الأوضاع المعيشيّة للاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية، والوضع المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

وأفادت دائرة شؤون اللاجئين في بيانٍ لها، بأنّ الاجتماع تطرّق إلى أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات في ظل الأزمات الاقتصادية التي تشهدها المنطقة والدول المضيفة والتي زادت من معدلات الفقر والبطالة في أوساط اللاجئين وتدهور أوضاعهم المعيشية.

وتناول الاجتماع الدعم الألماني لوكالة "أونروا"، وسبل تحسين المخيمات من خلال دعم مشاريع تنموية تساهم في تمكين اللاجئين الفلسطينيين من التغلب على ظروفهم المعيشية الصعبة، حيث أوضح أبو هولي أنّ الدعم الألماني لوكالة الغوث بلغت قيمته حتى نهاية أغسطس 2023 (102 مليون دولار).

وأكَّد أبو هولي، أنّ ألمانيا شريك أساسي وممول رئيسي لوكالة "أونروا" وأكبر مانح لميزانية المشاريع، منذ أن أصبحت عضواً في اللجنة الاستشارية في العام 2005، ودعمها القوي لميزانيات "أونروا" البرامجية والطارئة ساهم في جسر فجوة التمويل وتحقيق نوعاً من الاستقرار المالي في ميزانيتها.

وبيّن أبو هولي، أنّ الحكومة الألمانية قدمت دعماً من خلال بنك التنمية الألماني للبرنامج الإقليمي من أجل تحسين الظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين في المخيمات بقيمة 28 مليون دولار في أغسطس الماضي، وذلك لتحسين البنية التحتية في مخيمات برج البراجنة والرشيدية والبداوي في لبنان، ومخيمي الشاطئ ودير البلح في قطاع غزة، ودعم برنامج التحول الرقمي لخدمات "أونروا" الصحية والتعليمية في الأردن وقطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، مُشدداً أنّ العجز المالي في ميزانية "أونروا" يقدّر نسبته 50.6% من اجمالي الموازنة العامة التي تقدر بـ 1.632 مليار دولار.

ولفت أبو هولي، إلى أنّ هذا العجز سيكون له تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي، لعدم قدرة "أونروا" على تقديم خدمات للاجئين الفلسطينيين وصرف راتب موظفيها الذي يزيد عددهم عن 28 ألف موظف، لا سيما وأنّ ما حصلت عليه الوكالة في مؤتمر التعهدات لكبار المانحين على المستوى الوزاري رغم أهميته غير كاف لاستدامة عمل "أونروا" حتى نهاية العام، حيث أنه لا يغطي سوى متطلبات شهري سبتمبر وأكتوبر.

كما أكَّد أبو هولي، أنّ استمرار أزمة "أونروا" المالية سيؤدي إلى تراجع خدماتها التعليمية والصحية والاغاثية لأكثر من 5.9 مليون لاجئ فلسطيني على مستوى الكم والجودة، والتراجع في أعمال البنى التحتية لـ 58 مخيماً وترميم وصيانة البيوت، وبالتالي المزيد من تدني مستوى الفقر الذي بلغت نسبته 90% في أوساط اللاجئين في سوريا ولبنان وغزة والمخاطر الأمنية في المنطقة.

وطالب أبو هولي، بضرورة توظيف ألمانيا لعلاقاتها بين الدول الأعضاء في دعم واسناد وكالة "أونروا" في اللجنة الخامسة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لزيادة مساهمة الأمم المتحدة في ميزانية "أونروا" استناداً للمادة 17 من قرار الجمعية العامة رقم A/77/399.

ويُشار إلى أنّ وكالة "أونروا" حصلت على تعهدات من الدول المانحة خلال اجتماع يوم الخميس 21 أيلول/ سبتمبر في نيويورك، تساعدها في استمرار خدماتها حتّى شهر تشرين الأوّل/ أكتوبر المقبل.

وكانت المملكة الأردنية والسويد، قد استضافتا اجتماعاً وزارياً على مستوى الدول المانحة لوكالة "أونروا" برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيرش"، وذلك على هامش اجتماع الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويُذكر أنّ وكالة "أونروا" التي تتولّى تقديم الخدمات الصحيّة والاجتماعيّة والتربويّة لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني، أطلقت نداءً للحصول على 1.6 مليار دولار لعام 2023، معظمها لتمويل خدماتٍ أساسيّة، مثل المراكز الصحيّة والمدارس، وسيُخصّص المبلغ المتبقي لعمليات الطوارئ في غزّة والضفة الغربيّة والأردن وسوريا ولبنان، إلّا أنّها حصلت على 812.3 مليوناً فقط.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد