قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إنّه منذ 7 تشرين الأوّل/ أكتوبر، نزح أكثر من423 ألف فلسطيني في قطاع غزة عن منازلهم، ولجأ أكثر من 270 ألف منهم، إلى ملاجئ الوكالة، حيث يتم توفير الغذاء والدواء الأساسي والدعم.
دعوة "إسرائيل" أهالي القطاع للنزوح مروّعة
ووصفت الوكالة في بيان على لسان مفوضها العام "فيليب لازاريني" مساء اليوم الجمعة 13 تشرين الأول/ أكتوبر، دعوة قوات الاحتلال " الإسرائيلي" لأكثر من مليون شخص في شمال غزّة للنزوح خلال 24 ساعة، بالمروّعة، ولا تؤدي إلا إلى مستويات غير مسبوقة من البؤس ويدفع الناس في غزة إلى الهاوية.
وجاء في البيان: "في الوقت الذي لا تزال فيه غزة تتعرض لقصف عنيف مع تشديد إسرائيل قبضتها على القطاع المكتظ بالسكان، فإن مهمة حماية المدنيين متروكة للأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني".
وأشار إلى أنّ "هنالك أكثر من مليوني شخص في غزة محاصرون في هذا الصراع، والأونروا تكافح من أجل الوفاء بولايتها",
وحثّ "لازاريني" "جميع الأطراف وأصحاب النفوذ عليها، على وضع حد لهذه المأساة وتوفير سبل الوصول الفوري وغير المشروط للمساعدات الإنسانية والحماية للمدنيين، ومن بينهم عدد كبير جداً من النساء والأطفال."
وكان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قد ألقى بمنشورات تطالب أهالي شمالي وغربي قطاع غزة بترك منازلهم، والتوجه الى منطقة وادي غزة في جنوبي القطاع.
ولكن، سرعان ما استهدفت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" الحربية عدّة سيارات مدنية لأهالي قرروا النزوح عن منازلهم، بحثاً عن أماكن آمنة، نتيجة القصف الجوي العنيف والمجازر التي صعّدها الاحتلال على مناطق شمال القطاع، ما أدى إلى ارتقاء شهداء تجاوز عددهم 70 شهيداً.
واستهدف الاحتلال، سيارة مدنية تقل عائلة على شارع صلاح الدين باتجاه جنوب القطاع، ما أدى الى ارتقاء 4 فلسطينيين.
كما استهدف الاحتلال، شاحنات تقل نازحين من مناطق الشمال، ما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى، حسبما أكدت مصادر محليّة.
وكانت جهات حكومية ووطنية فلسطينية، قد حذرت من دعوات التهجير التي أطلقها الاحتلال "الإسرائيلي" لأهالي القطاع، ودعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، اليوم الجمعة، أبناء الشعب الفلسطيني إلى مزيد من الصبر والصمود في مواجهة العدوان الصهيوني الفاشي على قطاع غزة، مؤكدةً أنّ العدو الصهيوني يراهن على الشائعات للضغط على شعبنا والمس بصلابته ومناعته.
تحذيرات من نكبة جديدة في غزة ودعوات لعدم الاستجابة لدعاية الاحتلال
وفي وقت لاحق، انتقدت الهيئة (302) للدفاع عن حقوق اللاجئين قرار وكالة "أونروا" نقل مكاتبها الرئيسية وموظفيها الدوليين الى جنوب قطاع غزة.
وعللت في بيان لها رفضها هذا القرار بأن عملية الانتقال تعطي انطباعاً بأن عملية تهجير جديدة يمكن أن تقع للاجئين الفلسطينيين، لا سيما وأن دعوات صدرت من الاحتلال تطلب فيها من الأمم المتحدة تسهيل نزوح الفلسطينيين من شمال غزة باتجاه الجنوب حيث الحدود مع مصر، الأمر الذي رأى فيه المتحدث باسم الأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك" أنه "من المستحيل تنفيذه من دون عواقب إنسانية مدمرة"، مضيفاً بأن: "الأمم المتحدة تناشد بقوة إلغاء أي أمر من هذا القبيل لتجنب ما يمكن أن يحول ما هو بالفعل مأساة إلى وضع كارثي"
وأضافت الهيئة: إنه من الأولى للأونروا كان الأوْلى إبقاء مكاتبها قريبة من أماكن إقامة اللاجئين لتقديم ما يلزم من خدمات ومتابعة، وأن تقوم الأمم المتحدة بالضغط على كيان الاحتلال لتجنيب مقار الوكالة القصف والاستهداف كونها أماكن محمية وفق القانون الدولي.
من جهتها، اعتبرت منظمة أوكسفام وهي اتحاد دولي للمنظمات الخيرية أمر الإخلاء بغزة غير إنساني تماماً ومستحيل وأن على الحكومة "الإسرائيلية" أن تلغيه فوراً.
وناشدت المنظمة المجتمع الدولي أن يستخدم أقصى نفوذه للتدخل، وقالت إن على "إسرائيل" الانصياع للقانون الإنساني الدولي.