الاحتلال يواصل استهداف الحقيقة في قطاع غزة

110 شهداء من الصحافيين الفلسطينيين في غزة منذ بدء الحرب "الإسرائيلية"

الأحد 07 يناير 2024
من وداع الصحافي وائل الدحدوح نجله الصحفي حمزة الذي ارتقى برفقة الصحافي الشهيدمصطفى ثريا اليوم
من وداع الصحافي وائل الدحدوح نجله الصحفي حمزة الذي ارتقى برفقة الصحافي الشهيدمصطفى ثريا اليوم

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، استشهاد 3 صحافيين اليوم في قطاع غزة، عقب استشهاد المصور الصحفي مصطفى الثريا والصحفي حمزة الدحدوح بمدينة رفح، واستشهاد المصور الصحفي علي سالم أبو عجوة في مدينة غزة.

وقال المكتب في بيان له: ارتفع عدد الشهداء الصحافيين إلى 110 صحافيين فلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، بعد ارتقاء الزميل الصحافي سالم أبو عجوة مصور "وكالة السلطة الرابعة"، بعد استهدافه بغارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة.

وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن الصحفي أبو عجوة هو حفيد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس.

الشهيد الصحافي علي سالم أبو عجوة مصور وكالة السلطة الرابعة 

ومع أوّلى ساعات الظهيرة من اليوم الأحد،7 كانون الثاني، يناير، ارتكب الاحتلال جريمة اغتيال بحق اثنين من الصحافيين، من خلال استهداف طائرة مسيرة "إسرائيلية" لسيارة كانا يستقلانها، ما أدّى إلى استشهاد الصحفي حمزة الدحدوح البالغ من العمر (29 عاما) نجل مراسل الجزيرة وائل الدحدوح، والمصور الصحفي مصطفى ثريا، وإصابة صحفي ثالث.

وأعرب المكتب الحكومي عن إدانته بـ "أشد العبارات لهذه الجريمة النكراء". وقال: إن"هذه الجرائم المتواصلة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الصحفيين تهدف إلى ترهيب وتخويف الصحفيين في محاولة فاشلة لطمس الحقيقة ومنعهم من التغطية الإعلامية".


الصحافيان الشهيدان مصطفى ثريا وحمزة الدحدوح

ودعا المكتب كل الاتحادات الصحافية والهيئات الإعلامية والحقوقية والقانونية إلى إدانة هذه الجريمة، كما دعا إلى الضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد أهالي قطاع غزة.

وبحسب ما أعلن مدير مكتب "الجزيرة" في رام الله وليد العمري، فإن حمزة الدحدوح يبلغ 29 عاماً، وكان منذ بداية العدوان في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يعمل مع قناة "الجزيرة"، أما مصطفى ثريا فهو صحافي حرّ.

أما مراسل القناة تامر المسحال، فقال من استديو "الجزيرة" في الدوحة، إن حمزة تزوّج قبل أقل من عامَين، ودرس الصحافة والإعلام، وانضم إلى فريق العمل مع "الجزيرة" بداية هذه الحرب، وسبق أن عمل بشكل متقطع مع القناة القطرية ومع مؤسسات أخرى، كصحافي حرّ، متنقلاً في مختلف مناطق قطاع غزة.

أما مصطفى ثريا، فصحافي حر، عمل مع أكثر من مؤسسة إعلامية منذ بداية العدوان على قطاع غزة، وكان قد اشتهر قبل الحرب، بمجموعة الصور والفيديوهات التي كان يلتقطها جوياً لقطاع غزة، ثمّ عاد وتحول للتغطية الإخبارية مواكباً تطورات العدوان على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، واكتسبت فيديوهاته وصوره انتشاراً واسعاً، خصوصاً تلك التي التقطت آثار المجازر "الإسرائيلية" ضد المدنيين في غزة.

ونعى الصحافي في قناة "الجزيرة" وائل الدحدوح ابنه حمزة بكلمات مؤثرة قبل دفنه، قائلاً:" نشهد يا رب أن ولدي بكري حمزة كان من البارين، وكان شهماً، وكريماً معطاء وكان حنوناً".

وأضاف بحرقة: "هذا هو قدرنا، وهذا هو خيارنا، وهذه هي حياتنا على هذه الأرض، وفي هذه الدنيا الفانية، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وهذا هو خيارنا قبل حمزة، وبعد حمزة ماضون مستمرون".

وكان الاحتلال قد استهدف عائلة وائل الدحدوح في 25 أكتوبر الماضي ما أدى إلى استشهاد زوجته وابنه وابنته وحفيده وثمانية آخرين من أفراد أسرته، في قصف على مكان نزوحهم في مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة.

وفي 15 ديسمبر/ كانون الأول، استشهد مصور قناة الجزيرة سامر أبو دقة، وأصيب وائل الدحدوح بجراح في قصف "إسرائيلي" استهدف مدرسة حيفا في خانيونس جنوبي القطاع.

ردود الفعل الفلسطينية.. مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق

 وأدانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين في مدينة رام الله المحتلة، ما وصفتها بالمجزرة البشعة التي نفذتها قوات الاحتلال ضد الصحافيين الفلسطينيين في غزة، والتي أدت إلى استشهاد حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا.

وشددت النقابة في بيان صحافي، الأحد، على أن هذه الجرائم بحق الصحافيين التي راح ضحيتها 9% من صحافيي غزة، لن ترعب الصحافيين ولن ترهبهم، بل ستزيدهم إصراراً على مواصلة نقل حقيقة إجرام الاحتلال، وحرب الإبادة الجماعية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وطالبت النقابة المحكمة الجنائية الدولية بضرورة فتح التحقيق في جرائم استهداف وقتل الصحافيين الفلسطينيين، مشيرة إلى أن إفلات الاحتلال من العقاب بمثابة ضوء أخضر لمواصلة جرائمه.

بدورها، اعتبرت حركة حماس، الأحد، أن استهداف الجيش الإسرائيلي للصحافيين حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا بقصف جنوبي قطاع غزة "جريمة حرب متعمدة هدفها إرهاب وثني الصحفيين عن نقل الحقيقية".

وقالت الحركة في بيان: إن "استهداف الاحتلال الصهيوني للصحافيين الدحدوح وثريا جريمة حرب صهيونية متعمدة، تستهدف إرهاب وثني الصحفيين عن نقل الحقيقة وتغطية جرائم الاحتلال".

وأضافت: أنه "أمام جرائم الاحتلال النكراء بحق الصحافيين الذي اغتال العدو منهم 109 صحفيين، والمجازر البشعة بحق المدنيين والأطفال والنساء، فإننا نطالب المؤسسات الحقوقية الدولية بتوثيق هذه الجرائم بحق شعبنا لمحاكمة هذا الكيان المارق".

من جهتها، أدانت شبكة الجزيرة الإعلامية اغتيال الصحفيَين حمزة الدحدوح، ومصطفى ثريا، وإصابة الصحفي حازم رجب إصابة بالغة في قصف "إسرائيلي" شمال رفح جنوبي قطاع غزة.

وفي بيان لها، قالت شبكة الجزيرة: "إن اغتيال الزميلين مصطفى وحمزة اللذين كانا في طريقهما لتأدية عملهما في القطاع، يؤكد من جديد ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات القانونية الفورية واللازمة بحق قوات الاحتلال لضمان عدم الإفلات من العقاب".

وأضاف البيان أن "قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عمدت إلى استهداف الزميل وائل الدحدوح وعائلته بشكل ممنهج، حيث استهدفت عائلته، واستشهدت زوجته وابنه وابنته وحفيده في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، كما تم استهداف وائل وزميله المصور الشهيد سامر أبو دقة في كانون الأول/ ديسمبر 2023".

وقالت شبكة الجزيرة: إن "اغتيال نجله حمزة في كانون الثاني/ يناير 2024، ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك، تصميم القوات "الإسرائيلية" على الاستمرار في هذه الاعتداءات الغاشمة ضد الصحفيين وعائلاتهم بهدف ثنيهم عن أداء مهمتهم، وبما ينتهك مبادئ حرية الصحافة، ويقوّض الحق في الحياة".

وتابع البيان "وإذ تدين الجزيرة بأشد العبارات هذه الجرائم المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين والإعلاميين في غزة، فإنها تؤكد أن هذا التوجه الإسرائيلي يستدعي التوقف والانتباه، ويتطلب تدخلاً فورياً من المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات عملية وفعالة، ووضعها في مقدمة الأولويات".

وقالت شبكة الجزيرة إنها: "تحث المحكمة الجنائية الدولية، والحكومات ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة على محاسبة إسرائيل على جرائمها الشنيعة، وتطالب بإنهاء استهداف وقتل الصحفيين".

وتعهدت الجزيرة، في بيانها، باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لملاحقة مرتكبي هذه الجرائم، كما أكدت تضامنها ووقوفها إلى جانب الصحفيين جميعهم في غزة، والتزامها الدؤوب وراء تحقيق العدالة لأكثر من 100 صحفي قضوا قتلاً، والتزامها بمواصلة تغطية هذه الانتهاكات الجسيمة.

ردود الفعل الدولية.. ما يجري للصحفيين في غزة استهداف متعمد

فيما اعتبر نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين تيم داوسن، أن ما يجري للصحفيين في غزة هو استهداف متعمد، لافتاً إلى أن كل سكان القطاع يعيشون مأساة، ومن ضمنهم الصحفيين الذي يجابهون المخاطر بسبب الحرب في ظل عملهم لتغطية ما يجري هناك.

وأضاف داوسن، لقناة الجزيرة أن ما سماها "الدول المارقة دائماً ما تستهدف الصحفيين للإفلات من المساءلة"، وأن منع الصحفيين الدوليين من دخول قطاع غزة يهدف لصرف العالم عما يحدث، مؤكداً أن "الناس الآن أصبحوا أكثر وعياً بما يرتكب من جرائم في غزة".

من جانبه، أعرب الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، كريستوف ديلوار، عبر منصة "إكس" عن "صدمته" لمقتل الصحافيين.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين-وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد