حذر اتحاد العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إدارة الوكالة في لبنان، في بيان له اليوم الجمعة 22 آذار/ مارس، من تداعيات الإجراءات التي اتخذتها بحق رئيس قطاع المعلمين في اتحاد العاملين في الوكالة المعلم فتح الشريف، والمعلم رائف أحمد الذي يشغل منصب نائب الرئيس.
وكانت "أونروا" قد اتخذت يوم أمس إجراءات عقابية بحق المعلمين شريف ورائف، وأوقفت المعلم فتح الشريف لمدة 3 أشهر دون راتب، وإحالته للتحقيق، على خلفية تنظيم حملة تبرعات نظمها لإغاثة أهالي قطاع غزة، وهو ما اعتبرته الوكالة "خرقا للحيادية".
كما حسمت مستحقات شهر كامل من مرتب المدرس رائف أحمد على خلفية مشاركته في إحدى المسيرات المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني، حسبما بين الاتحاد.
ورفض الاتحاد في بيانه "الإجراءات الباطلة جملة وتفصيلا" واستنكر ما وصفه بـ " الأسلوب المخابراتي الفج الذي تستخدمه الأونروا في توجيه التهديدات وإطلاق الاتهامات بحق العاملين".
وشدد الاتحاد على أن سلوك "أونروا" مناف للمبادئ الأخلاقية والممارسات التي تعارفت عليها المؤسسات الدولية.
وطالب الاتحاد، المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، والمديرة العامة في لبنان دوروثي كلاوس، بسحب القرارات فورا وإلغاء مفعولها، وإعادة النظر في سياسات الوكالة تجاه موظفيها. مشيرا إلى أن حق الإنسان في التعبير عن انتمائه الوطني والإنساني يجب أن يحترم ومكفول بموجب القوانين الدولية.
وحمل الاتحاد إدارة وكالة "أونروا" المسؤولية الكاملة عن التداعيات المترتبة على هذه القرارات، وحذر من تصاعد موجات التصعيد النقابي والشعبي في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، والتراجع عن القرارات الجائرة.
وشدد الاتحاد، التزامه بالتوافق الوطني الجامع الذي كان قد صدر عن الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية والإسلامية "برفض كل هذه القرارات التي تمس كرامة أبناء شعبنا، وتستهدف ضرب انتمائهم الوطني وسلخهم عن هويتهم وقضيتهم".
بدوره أكد الأستاذ فتح شريف أبو الأمين، أن "هذا قرار جائر وظالم ومجحف"، وأن "إدارة الثانوية كانت تستحق درع التكريم"، وقال في رسالة مؤثرة إلى طلابه: أنه سيغادر إدارة ثانوية دير ياسين، اعتبارا من يوم غدا السبت ٢٣ آذار/مارس، بعد إيقافه عن العمل بقرار من المفوض العام لوكالة "أونروا".
وأضاف: "ها أنا ذا أدفع اليوم ثمن كرامتي وكرامتكم جميعا، أدفع ثمن انتمائي إلى شعبي وتمسكي بهويتي، وثقوا تماما بأنني لن أتزحزح قيد أنملة عن مبادئي، ولن أتراجع عن مواقفي"، بحسب ما جاء بنص الرسالة.
وبدأت قضية فصل المعلم فتح الشريف منذ مطلع شهر آذار/ مارس الجاري، بعد إبلاغه من قبل المديرة العامة للوكالة في لبنان دوروثي كلاوس، بإيقافه عن العمل، لمشاركته بتنظيم حملة تبرعات للدعم الإنساني لأهالي قطاع غزة في وجه حرب الإبادة "الإسرائيلية" وهو ما فجر موجة من الغضب في مخيمات اللاجئين، جراء قرار الوكالة.
الجدير ذكره، أن مديرة "أونروا" في لبنان دورثي كلاوس، كانت قد أبلغت اتحاد المعلمين في اجتماع يوم 5 آذار/ مارس الجاري، بأنها قد سحبت مسألة استقالة الأستاذ شريف، وأن قضيته لم تعد مطروحة، وصارت من الماضي، وذلك بعد موجة احتجاجية واسعة، جرت يوم 4 من ذات الشهر، تحت عنوان " الطوفان البشري"، وكان ذلك ضمن سلسلة تحركات بدأت بإضراب تحذيري.