حثّت منظمة العفو الدولية اليوم الجمعة 10 أيار/ مايو، السلطات الأوروبية، على احترام حق المواطنين في التظاهر السلمي خلال الفعاليات والمظاهرات المزمع إقامتها لإحياء ذكرى النكبة التي تحل ذكراها يوم 15 مايو/أيار.

وعبرت منظمة العفو الدولية عن قلقها من تكرار حوادث القمع للفاعليات الفلسطينية في ذكرى النكبة، لا سيما أنّ العديد من دول أوروبا، شهدت محاولات مقلقة من السلطات لقمع المعارضين لإقدام "إسرائيل" على قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتسليط الضوء على الإبادة الجماعية في القطاع، وملاحقة منتقدي سياسات الاحتلال وتوريد السلاح له، والذي يستخدمه في هجماته على المدنيين.

وقالت المنظمة: "لقد أُلغيت أو حُظرت التجمعات العامة والاجتماعات والمناسبات الثقافية التي نُظمت في أوروبا للتنديد بسياسات إسرائيل بشأن غزة، ما يُحدِث “تأثيرًا مخيفًا” يردع الأشكال الأخرى للتعبير عن التضامن مع الحقوق الإنسانية للفلسطينيين".

وفي هذا السياق، قالت مديرة البحوث وأنشطة كسب التأييد والسياسات والحملات في منظمة العفو الدولية إريكا جيفارا روساس: إنّه "يجب على السلطات في عموم أوروبا عدم استخدام القوة غير القانونية ضد المحتجين السلميين، والتوقف عن استخدام أي خطاب وصمي وتمييزي ضد المحتجين".

وأضافت: "ينبغي أيضاً للمؤسسات الأكاديمية، والمنتديات الثقافية، وأماكن إقامة الفعاليات أن تقاوم الضغط السياسي، وتتجنب التمييز ضد المنظمين والمحتجين السلميين الذين لديهم الحق في التعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين أو انتقاد سياسات دولة إسرائيل".

وأشارت المنظمة إلى أن بعض الدول الأوروبية ساهمت في تشويه سمعة وكالة "أونروا "في ظل غياب الأدلة، وقطع المساعدات الحيوية للفلسطينيين في غزة، مما يجعلهم محاصرين، دون أن يحصلوا على الطعام أو الماء النظيف، في حين يتعرضون للقصف بأسلحة تقدمها بعض الدول الأوروبية للاحتلال " الإسرائيلي".

وأكّدت "روساس" أنّ الاحتجاج السلمي أداة لا غنى عنها للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، والمطالبة بالعدالة للفلسطينيين، ومحاسبة دولة إسرائيل على انتهاكاتها المطولة للقانون الدولي وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم منذ نكبة 1948.

وخلال السنوات السابقة، منعت ألمانيا وهي أبرز دولة أوروبية تعمل على منع الأنشطة الفلسطينية في ذكرى النكبة، تنظيم عدّة فاعليات، ومنها سحب ترخيص تنظيم تظاهرة مركزية في ذكرى النكبة العام الفائت 2023، وفي العام 2022 أصدرت، قرارات صريحة، بحظر كافة الأنشطة والتجمعات الفلسطينية والفاعليات في العاصمة الألمانية برلين، لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية، فيما فرضت غرامات مالية على ناشطين فلسطينيين وألمان لإحياء المناسبة.

ويحل ذكرى النكبة هذا العام، بالتزامن مع استمرار حرب الإبادة على قطاع غزّة وتصعيدها، وسط تصاعد الحراك العالمي المؤيد للحق الفلسطيني والمندد بجرائم الإبادة، والمتوقع ان تشهد فعاليات إحياء الذكرى هذا العام مشاركات واسعة، إضافة إلى حملات تضييق ممنهجة من قبل السلطات.

اقرأ/ي أيضًا  منع التظاهرات في ألمانيا... خنق للصوت الفلسطيني؟

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد