شارك حشد من اللاجئين الفلسطينيين وعدد من ممثلي قوى سياسية فلسطينية وعربية، في مسيرة بالعاصمة اللبنانية بيروت، بعد ظهر اليوم الاثنين 16 أيلول/ سبتمبر، إحياءً للذكرى 42 لمجزرة صبرا وشاتيلا، التي راح ضحيتها مئات اللاجئين الفلسطينيين والمواطنين اللبنانيين عام 1982.
المسيرة التي نظمتها الجبهة الديمقراطية ، تقدمتها فرق كشفية وحملة الأعلام، وسط هتافات تمجد الشهداء وتطالب بمحاسبة الاحتلال "الإسرائيلي" بمشاركة من قبل قادة من الأحزاب اليسارية العربية، ومنهم نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية علي فيصل، إلى جانب جمال العسري الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد المغربي، وعدد من أعضاء الحزب الشيوعي العراقي، وحزب النهج الديمقراطي العمالي، إضافة إلى ممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية.
وتوقفت المسيرة عند النصب التذكاري لشهداء المجزرة، في مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية في العاصمة اللبنانية، حيث ألقى قادة الفصائل كلمات عبّرت عن حضور الذكرى المتواصل في وجدان اللاجئين الفلسطينيين، وأكدت على ضرورة محاسبة الاحتلال، وأنّ الجريمة لا تسقط بالتقادم.
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، يوسف أحمد قال في كلمته: "إن مجزرة صبرا وشاتيلا التي امتزجت فيها دماء الفلسطينيين واللبنانيين والعرب ليست مجرد صفحة من الماضي، بل شاهدة على العدو المشترك الذي لم يتوقف عن ارتكاب الجرائم، من مجازر النكبة إلى محارق غزة".
وأكد أحمد أن الشعب الفلسطيني يقف في وجه حرب إبادة مستمرة، مدعومة من القوى العالمية، مضيفاً: "لا يمكننا تحقيق العدالة إلا باستكمال الوحدة الوطنية وتصعيد المقاومة، لأن دماء الشهداء تطالبنا بالمضي في هذا الطريق حتى نيل الحرية."
موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين يعيد نشر القصة في الذكرى الـ 42 للمجـــزرة
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) September 16, 2024
هكذا تسلسلت الأحداث وارتكبت #مجزرة_صبرا_وشاتيلا بحق آلاف #اللاجئين_الفلسطينيين جنوب #بيروت في منتصف أيلول/ سبتمبر من عام 1982 pic.twitter.com/lW6STWyNoj
من جانبه، عبّر الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد المغربي جمال العسري، عن تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني، قائلاً: "مجزرة صبرا وشاتيلا هي واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها دولة الاحتلال، لكنها ليست الأخيرة. العالم اليوم يشهد حرب إبادة مستمرة في غزة والضفة، وعلى الرغم من أن النظام الدولي يتواطأ مع الاحتلال، إلا أن الأحرار في كل مكان سيظلون يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى تحقيق حقوقه المشروعة".
ياسر السالم، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، استذكر شهداء المجزرة قائلاً: "إن هذه المجزرة ستظل وصمة عار على جبين الإنسانية، ولكن العدالة آتية لا محالة، فجر الحرية قريب، والمقاومة وحدها قادرة على الرد على هذه الوحشية".
في كلمته، أشار مروان الراعي، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني، إلى أن استمرار العدوان على غزة والضفة ليس فقط حرباً على الشعب الفلسطيني، بل هو حرب على الإنسانية جمعاء. وقال: "صمود الشعب الفلسطيني هو مفتاح الحرية، وتضحياته تدق أبواب النصر".
دعوة إلى توسيع ولاية "أونروا" لتشمل الحماية الجسدية للاجئين
من جهتها، أصدرت "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين" بياناً بمناسبة مرور 42 سنة على مجزرة صبرا وشاتيلا، طالبت فيه بمعاقبة مرتكبي المجزرة وإعادة فتح ملف العدالة للشهداء.
وشددت الهيئة في بيانها، على أن المجزرة التي استمرت ثلاثة أيام وأسفرت عن استشهاد حوالي 4000 مدني، بينهم أطفال ونساء، جرت تحت أنظار قوات دولية كانت قد وعدت بحماية اللاجئين، لكنها تركتهم لمصيرهم.
ودعت الهيئةُ الجمعيةَ العامة للأمم المتحدة إلى توسيع ولاية "أونروا" لتشمل الحماية الجسدية للاجئين الفلسطينيين، مشيرة إلى أن الخدمات الإنسانية وحدها لا تكفي.
وأضاف البيان أن مذبحة صبرا وشاتيلا ليست الحادثة الوحيدة، فقد سبقها وتلاها العديد من الاعتداءات على المخيمات الفلسطينية في مختلف مناطق عمليات "أونروا"، خاصة في غزة والضفة، مما يستدعي تحركاً عاجلاً لتوفير الحماية الفعلية للاجئين.
خبر ذو صلة: فلسطينيون في لبنان يحيون الذكرى الـ 42 لمجزرة صبرا وشاتيلا