كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عن تصعيد كبير في الحملة التي تقودها حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" ضدها، عبر استخدام إعلانات تجارية مدفوعة ونشر لوحات إعلانية في مدن حول العالم، تستهدف تشويه سمعة الوكالة وتعريض موظفيها ومهامها للخطر.
وأوضحت الوكالة في بيان لها، أن هذه الإعلانات تمثل جزءاً من حملة أوسع تقودها "إسرائيل"، تتضمن دعوات علنية لتفكيك الوكالة الدولية المسؤولة عن غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
وأضافت أن هذه الجهود شملت تصنيف الوكالة، وهي مؤسسة تابعة للأمم المتحدة، كمنظمة إرهابية، ما اعتبرته "أونروا" بأنه شكل من أشكال خطاب الكراهية، يُروَّج له عبر شركات إعلانية يُفترض أنها متخصصة في الترويج لمنتجات تجارية.
The Government of Israel is running a global disinformation campaign targeting UNRWA, the largest humanitarian provider for people in war-torn #Gaza.
— UNRWA (@UNRWA) December 4, 2024
The act of Israel, a UN member state, to label UNRWA, a UN agency, as a terror organisation may amount to hate speech.
Using… pic.twitter.com/mjqK6MFVcR
وأكدت "أونروا" أن هذه الحملات العالمية تسبب أضراراً جسيمة لسمعتها كأكبر مزود للمساعدات الإنسانية في غزة، حيث يعاني السكان من ظروف قاسية بسبب الحرب، لافتةً إلى أن هذا الاستهداف لا يقتصر على تشويه الصورة فحسب، بل يعرّض حياة موظفيها لمخاطر مباشرة.
وفي سياق الحرب على غزة، أشارت الوكالة إلى أن 251 من موظفيها قُتلوا منذ 7 أكتوبر 2023، بينما تعرض ثلثا منشآتها في القطاع للقصف، بما في ذلك مدارس ومستودعات ومرافق طبية، بعضها استُهدف بشكل مباشر عدة مرات.
وشددت على أن استمرار هذه الهجمات، إلى جانب الحملات الإعلامية التضليلية، يزيد معاناة السكان، ويهدد استمرارية تقديم المساعدات المنقذة للحياة.
وطالبت "أونروا" بمحاسبة الجهات المسؤولة عن نشر المعلومات المضللة، بما في ذلك الشركات التي تسهم في نشر هذه الرسائل الضارة، مشددة على أهمية وضع لوائح صارمة للحد من انتشار مثل هذه الإعلانات التي قد تكون خطيرة.
وفي ظل التصعيد "الإسرائيلي"، أعاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، التأكيد على أهمية الدور الذي تقوم به الوكالة، مشيراً إلى أن الوكالة تمتلك شبكة واسعة من المدارس والمرافق الطبية والمستودعات والموظفين، تفوق جميع الوكالات الإنسانية الأخرى مجتمعة في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وقال غوتيريش: "لا توجد أي جهة أخرى لديها القدرة على الوصول أو تقديم المساعدات المنقذة للحياة بالمستوى المطلوب. الأونروا شريان حياة لا بديل عنه لملايين الفلسطينيين".
وفي ختام بيانها، أكدت "أونروا" التزامها بمواصلة تقديم الدعم للفلسطينيين، رغم الحملة "الإسرائيلية" المستمرة التي تهدف إلى تقويض عملها وإضعاف قدرتها على تقديم المساعدات الإنسانية، ودعت المجتمع الدولي إلى الوقوف بجانبها لضمان استمرار عملها الحيوي وسط هذه التحديات المتزايدة.
وكان كيان الاحتلال "الإسرائيلي" قد حظر عمل الوكالة في فلسطين المحتلّة، وأبلغت سلطاته، الأمم المتحدة الأمم المتحدة، بإلغاء الاتفاقية التي تنظم عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في الأراضي المحتلة والضفة الغربية وغزة.
وقالت وزارة خارجية الاحتلال "الإسرائيلي" في بيان أنها أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، رسمياً بقرار ما يسمى "الكنيست" الصادر في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي والقاضي بحظر عمل وكالة "أونروا" داخل الأراضي المحتلة.
اقرأ/ي أيضاً: الاحتلال يبلغ الأمم المتحدة رسمياً بحظر عمل وكالة "أونروا"