شهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ومدن سورية متعددة مساء أمس الأربعاء 15 كانون الثاني/ يناير، مسيرات احتفالية عارمة احتفاءً بالإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتوقف المجازر ضد أهالي القطاع، والتي استمرت لمدة 466 يوماً، ارتكب خلالها الاحتلال أبشع مجازر الإبادة الجماعية في سياق الصراع العربي الفلسطيني/ "الإسرائيلي".

ومن مخيم النيرب بمدينة حلب شمالاً إلى مخيم درعا جنوباً، اجتمع مئات اللاجئين الفلسطينيين في مسيرات عفوية تصدح بالتكبيرات والتهليلات، فرحاً وابتهاجاً بالاتفاق الذي من المقرر أن يوقف الحرب على أشقائهم في قطاع غزة.

وذكر مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في مخيم درعا أن هذه المسيرات جاءت كخطوة غير مسبوقة بالنسبة للمخيمات في سوريا، حيث لم يكن مسموحاً في السابق تنظيم تحركات تضامنية بهذا الزخم نتيجة قيود النظام السابق.

في مخيمات ريف دمشق، احتشد اللاجئون في مخيمات خان الشيح وخان دنون وجرمانا، حيث استمرت الاحتفالات حتى ساعات متأخرة من الليل، وصدحت مكبرات المساجد بالتكبيرات تهليلاً بتوقف العدوان على غزة، فيما شهد مخيم سبينة مسيرات مماثلة أظهرت دعماً واضحاً لأهالي القطاع.

وفي مخيم خان الشيح، أشار مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين، أن هتافات الأهالي تضمنت تنديداً بسلطة التنسيق الأمني في رام الله والاعتداء الذي تمارسه السلطة الفلسطينية على مخيم جنين.

وفي وسط العاصمة دمشق، توافدت الحشود إلى ساحة الأمويين للاحتفال بوقف إطلاق النار، حيث ردد المشاركون هتافات تؤكد على التضامن مع الشعب الفلسطيني، من أبرزها: "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" و "يا غزة نحنا معاكي للموت".

في مدينة حمص، خرج المئات من الفلسطينيين والسوريين في مسيرات احتفالية بمخيم العائدين وبقلب المدينة، كما شهدت مدينة حماة تظاهرات مماثلة في ساحة العاصي وسط تفاعل شعبي واسع.

الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار جاء على لسان رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مشيراً إلى أن الاتفاق يتضمن ثلاث مراحل تبدأ يوم الأحد المقبل.

وأشادت حركة حماس بالاتفاق، واصفة إياه بأنه "ثمرة لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة"، وأكدت أنه يمثل "محطة فاصلة في الصراع مع الاحتلال".

ويتضمن اتفاق وقف إطلاق النار ثلاث مراحل تبدأ بوقف العمليات العسكرية لمدة 42 يوماً، مع انسحاب قوات الاحتلال من المناطق السكنية إلى الحدود، وتعليق النشاط الجوي "الإسرائيلي" جزئياً. تشمل المرحلة الأولى أيضاً تبادل الأسرى، حيث تفرج "إسرائيل" عن ألفي أسير فلسطيني، وعودة النازحين، وفتح معبر رفح، وإدخال مساعدات إنسانية يومية.

في المرحلة الثانية، التي تستمر 42 يوماً، يُعلن خلالها الهدوء الدائم ويتحقق انسحاب الاحتلال بالكامل من قطاع غزة.

أما المرحلة الثالثة، فتشمل تبادل جثامين الموتى، وبدء إعادة إعمار القطاع على مدى ثلاث إلى خمس سنوات، مع فتح المعابر وضمان حرية الحركة.

واستقبل أهالي غزة الاتفاق باحتفالات بعد معاناة استمرت 466 يوماً، أودت بحياة 46,707 شهداء، وإصابة 110,265 آخرين، إضافة إلى تدمير شامل للبنى التحتية ضمن سياسة إبادة جماعية نفذها الاحتلال.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد