تشهد مختلف مناطق قطاع غزة أوضاعًا كارثية عقب تعرّضها لمنخفض قطبي عميق حمل سيولًا جارفة وفيضانات وهبّات رياح قوية وعواصف رعدية، وسط بنية تحتية مدمرة وحصار مستمر يزيد من هشاشة الوضع الإنساني ما أدى إلى ارتقاء وفقدان العشرات.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في بيان اليوم الجمعة 12 كانون الأول/ ديسمبر أن ما حذّر منه سابقًا حول خطورة المنخفض "بيرون" بدأ يتجسد على الأرض بصورة مأساوية، حيث يعيش مليون ونصف المليون نازح داخل خيام متهالكة وملاجئ بدائية لا توفر الحد الأدنى من الحماية.
ووفق البيان، شهد قطاع غزة خلال الساعات الماضية تطورات خطيرة، أبرزها وقوع 12 ضحية بين شهداء ومفقودين نتيجة الغرق وانهيارات مبانٍ مقصوفة وتداعيات المنخفض الجوي والعاصفة القطبية.
ووثق الإعلام الحكومي انهيار ما لا يقل عن 13 منزلًا، كان آخرها في حي الكرامة وحي الشيخ رضوان بمدينة غزة، في وقت تتعامل فيه طواقم الدفاع المدني مع مئات النداءات الى جانب غرق أو جرف أكثر من 27,000 خيمة للنازحين، بعدما غمرتها المياه أو اقتلعتها الرياح العاتية.
كما سجل بيان الاعلام الحكومي تضرر أكثر من 250,000 نازح بشكل مباشر سقطت خيامهم أو غمرتها السيول في ظل غياب أي بنى إيوائية بديلة.
وأشار البيان إلى أن عشرات آلاف العائلات تكافح للبقاء وسط ظروف مناخية خطيرة، في وقت يواصل فيه المجتمع الدولي "صمته المروع" تجاه ما يحدث.
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن هذه الكارثة المناخية تأتي ضمن سياق كارثة إنسانية أكبر ناجمة عن الحرب والحصار المفروضين على القطاع، مشيراً الى أن الاحتلال "الإسرائيلي" يمنع إدخال 300 ألف خيمة وبيت متنقل وكرفان بالإضافة إلى مستلزمات الإيواء وتجهيزات الطوارئ والملاجئ، لافتاً إلى إغلاق المعابر ومنع تدفق المساعدات الإغاثية والإنسانية، ما عده انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويعرّض مئات آلاف المدنيين لمخاطر متصاعدة دون حماية.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" والوسطاء والضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار بتحمل مسؤولياتهم والضغط الفوري على الاحتلال لفتح المعابر، والسماح بإدخال مواد الإيواء ومستلزمات الطوارئ، وتمكين فرق الإنقاذ والدفاع المدني من أداء مهامها، وتوفير الحماية الإنسانية للعائلات المتضررة خلال المنخفض الحالي والمنخفضات المتوقعة لاحقًا.
الأمم المتحدة: 80% من مباني غزة مدمّرة أو متضررة
وفي سياق متصل، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من استمرار تدهور الوضع الإنساني في القطاع، مشيرًا إلى أن أكثر من 80% من المباني السكنية والعامة دُمّرت أو تضررت بشكل بالغ جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة.
وقال "غوتيريش" في تقرير أممي حديث: "إن الهجمات المتكررة "تواصل التسبب في سقوط أعداد كبيرة من المدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية"، معربًا عن قلقه من هشاشة الوضع الأمني واستمرار أعمال العنف التي تهدد اتفاق وقف إطلاق النار.
كما أكد أن تحسن دخول المواد الغذائية لم ينعكس بما يكفي على حياة السكان، إذ ما تزال مصادر البروتين الأساسية خارج متناول معظم العائلات.
وشدد على ضرورة ضمان المساءلة عن الجرائم الفظيعة والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، معتبرًا أن غياب المحاسبة يعرقل الوصول إلى العدالة والاستقرار.
