رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان، يظل شهر رمضان يحمل في طياته الكثير من الأمل والفرح في قلوبهم. وبالرغم من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف في حياتهم، يبذل اللاجئون جهدهم لاستقبال الشهر الفضيل بأجواء من البهجة، حيث لا يقتصر الاحتفال على الطقوس الدينية فقط، بل يمتد ليشمل الزينة التي تملأ شوارع الأحياء في المخيمات في إطار العادات والتقاليد الرمضانية في مجتمعات اللاجئين الفلسطينيين.

وأطلقت هذا العام روابط البلدات ولجان الأحياء والنشطاء والمتبرعون في المخيمات الفلسطينية في لبنان حملة بعنوان "رمضان طوفان الخير والإيمان"، حيث تم تزيين 27 حيًا في مختلف المخيمات الفلسطينية المنتشرة في لبنان.

وتضمنت الحملة، التي أعلن عنها مكتب العمل الجماهيري في حركة حماس في لبنان، تزيين الساحات والشوارع في عدة مخيمات أبرزها عين الحلوة، برج البراجنة، شاتيلا، المية مية، والرشيدية، حيث زُيِّنَت بالأعلام الفلسطينية، والآيات القرآنية، والمصابيح.

IMG-20250301-WA0026.jpg
استقبال شهر رمضان في مخيم الجليل ببعلبك

وفي حديث مع مسؤول العمل الجماهيري في حركة حماس في لبنان، رأفت مرة، أكد لموقعنا أن هذه الحملة تهدف إلى تعزيز الأجواء الإيجابية بين اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، خاصة في ظل التحديات الكبرى التي يواجهونها بعد العدوان "الإسرائيلي" على لبنان. وأضاف: "قمنا بتزيين 27 منطقة في المخيمات، وذلك لتوفير أجواء رمضانية مليئة بالفرح، بعدما مررنا بمرارة التهجير والمعاناة. هذه الفعاليات تساهم في نشر الأمل والإيجابية بين اللاجئين في ظل الظروف الصعبة".

وأشار مرة إلى أن هذه الحملة تأتي في إطار سلسلة من الأنشطة التي نظمتها حركة حماس لدعم اللاجئين في المخيمات، بما في ذلك زيارة العائلات الفلسطينية في منطقة النبطية جنوب لبنان، وتوزيع مساعدات على العائلات الأكثر تضررًا، وزيارة عائلات الشهداء. وأضاف: "الهدف من هذه الأنشطة هو أن نثبت للاجئين أنه رغم الأزمات، يظل رمضان فرصة لإحياء روح التضامن والتكاتف بين الجميع".

ويحل شهر رمضان هذا العام على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في وقتٍ يعانون فيه من تحديات إضافية، نتيجة لارتفاع الأسعار وتدهور الوضع الاقتصادي في البلاد، خاصة بعد الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة، التي طالت اللاجئين الفلسطينيين ومخيماتهم. وقد أثر هذا إلى حد بعيد على قدرتهم الشرائية، وقلص من فرصهم في تأمين احتياجاتهم الأساسية. كما فاقم غياب الدعم الكافي من قبل وكالة "أونروا" والجهات المعنية من صعوبة الأوضاع، مما جعل العديد من العائلات تحت ضغط كبير لتوفير الغذاء والضروريات الرمضانية.

موضوع ذو صلة:  اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. شهر رمضان بين الغلاء وضعف الحركة التجارية

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد