واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" تصعيده في قطاع غزة عبر شنّ سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي مكثف استهدف المناطق الشرقية لغزة وخان يونس، صباح اليوم الأربعاء 5 تشرين الثاني/نوفمبر، بالتزامن مع استمرار انتهاكاته لاتفاق وقف إطلاق النار، في وقت يحتاج فيه أكثر من مليون ونصف المليون شخص إلى مأوى داخل القطاع وسط انتشار سوء تغذية حاد بين الأطفال.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال قصفت عدّة أهداف شرق خان يونس، بينها مبانٍ سكنية وأراضٍ زراعية، كما نفّذت القوات "الإسرائيلية" عمليات نسف محدودة في مناطق متفرقة شرق المدينة.
وفي وسط القطاع، شهدت بلدة دير البلح ومخيم البريج قصفًا مدفعيًا عنيفًا وسط تحليق مكثّف للطائرات الحربية والمسيرة، فيما توغّلت قوات الاحتلال شرق دير البلح. وذكرت مصادر محلية ارتقاء شهيد عقب استهداف الاحتلال منطقة الشعف في حي التفاح شرقي مدينة غزة.
ويأتي هذا التصعيد في اليوم السادس والعشرين من بدء اتفاق التهدئة، الذي أبرم منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي بوساطة دولية، وشهد خلال الأسابيع الماضية خروقات متكررة من جانب الاحتلال.
في المقابل، أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن الجيش أبلغ عائلة المحتجز الجندي إيتاي حين بالتعرّف على جثته، بعد ساعات من تسليم كتائب القسام رفاته إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، فيما ذكرت القناة 12 "الإسرائيلية" أن حين كان آخر مواطن أميركي محتجز في القطاع.
وفي سياق متصل، أعلنت مصادر فلسطينية عن دخول مركبات اللجنة الدولية للصليب الأحمر حيّ الشجاعية شرق مدينة غزة، برفقة عناصر من كتائب القسام وآليات هندسية مصرية ثقيلة، في إطار عملية مشتركة لانتشال جثث أسرى "إسرائيليين" من تحت أنقاض الدمار الذي خلّفته حرب الإبادة على غزة.
وجرت العملية في تنسيق ميداني دقيق وتحت إشراف فرق هندسية مختصة تعمل على إزالة الركام وفتح الطرق داخل الحي، فيما فرضت قوات الاحتلال حالة استنفار في المناطق المحيطة. وتأتي هذه التحركات ضمن الترتيبات الميدانية الخاصة باتفاق تبادل الجثامين بين كتائب القسام وكيان الاحتلال، بإشراف الصليب الأحمر وضمانات مصرية، بعد أيام من تسليم الحركة جثة جندي "إسرائيلي" في مدينة غزة.
برنامج الأغذية العالمي يدعو لفتح جميع المعابر في غزة
على الصعيد الإنساني، دعا برنامج الأغذية العالمي التابع لـ"الأمم المتحدة" إلى فتح جميع المعابر مع قطاع غزة المدمّر من أجل توسيع نطاق العمليات الإنسانية، مشيرًا إلى أن نحو مليون شخص في القطاع تلقّوا مساعدات غذائية منذ بدء سريان وقف إطلاق النار.
وقالت عبير عطيفة المتحدثة باسم البرنامج: "بعد ثلاثة أسابيع ونصف على وقف إطلاق النار في غزة، وزعنا طرودًا غذائية على نحو مليون شخص في أنحاء القطاع كافة"، مؤكدة على أهمية فتح المزيد من المعابر وتوسيع الوصول الإنساني داخل القطاع.
وعلى الرغم؛ مما أشار إليه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من حدوث تحسن طفيف في الأوضاع المعيشية منذ الهدنة، إلا أنه أكد أن 10% من الأطفال الذين جرى فحصهم لا يزالون يعانون من سوء التغذية الحاد، بانخفاض طفيف عن 14% في أيلول/سبتمبر الماضي، وأن أكثر من ألف طفل يعانون من أشد أشكال سوء التغذية.
وأضاف المكتب الأممي أن نصف الأسر في غزة أبلغت عن تحسّن في فرص الحصول على الغذاء، خصوصًا في الجنوب، حيث باتت معظم الأسر تحصل على وجبتين يوميًا بعد أن كانت تكتفي بوجبة واحدة خلال الصيف، غير أن الوضع في شمال القطاع ما يزال بالغ الصعوبة.
أكثر من مليون شخص يحتاجون إلى مأوى في القطاع
ومع اقتراب فصل الشتاء، حذّر مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا من كارثة إنسانية محتملة بسبب نقص المأوى وتدهور البنية التحتية، قائلاً إن "الخيام بدأت تتآكل، والمباني المتبقية مهددة بالانهيار، بينما تتراكم مئات الأطنان من النفايات قرب التجمعات السكانية".
وأشار الشوا إلى أن "فقط 25 إلى 30% من المساعدات المتوقعة وصلت حتى الآن، في وقت يحتاج أكثر من 1.5 مليون شخص إلى مأوى داخل القطاع"، محذرًا من تفشي الأمراض ووقوع فيضانات مع بدء موسم الأمطار.
