أكد محافظ مدينة طولكرم عبد الله كميل، أن إخطارات الاحتلال بهدم منازل الفلسطينيين تمثل انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي و"جريمة حرب" وفق منظور المحكمة الجنائية الدولية، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل لوقف انتهاكات وعدوان الاحتلال على المدينة ومخيميها.

وكانت قوات الاحتلال قد أصدرت قرارًا عسكريًا يقضي بهدم 25 مبنى جديدًا في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، في خطوة تضاف إلى سلسلة طويلة من عمليات الهدم والتدمير التي تستهدف المخيم وسكانه منذ أشهر، في إطار عدوان "السور الحديدي".

وشدد كميل على أن هدم الاحتلال آلاف المنازل في الضفة الغربية يأتي ضمن سياسة ممنهجة تستهدف استنزاف الفلسطينيين وضرب القوانين والمواثيق الدولية عرض الحائط. وأوضح أن التذرع بالذرائع الأمنية لم يعد مبررًا، خاصة أن المخيمات باتت شبه فارغة من سكانها بعد عمليات الهدم الواسعة التي نفذها الاحتلال بحجة شق الطرق وتعبيد الشوارع، مؤكدًا أن الهدف الحقيقي هو القضاء التام على حق الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وفرض وقائع جديدة على الأرض.

وأضاف أن المواقف الدولية الحالية غير كافية، مطالبًا المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات رادعة وحقيقية لإجبار الاحتلال على وقف سياسة هدم المنازل، محذرًا من أن ما يجري في الضفة الغربية عمومًا، وفي طولكرم ومخيميها خصوصًا، يندرج ضمن خطة شاملة لفرض الوقائع بالقوة.

ودعا محافظ طولكرم المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والبعثات الدبلوماسية والسفارات إلى التدخل الفوري والعاجل لوقف قرار الهدم، معتبرًا أنه استمرار لجرائم الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني، لا سيما في مخيمي طولكرم ونور شمس، ويأتي ضمن عمليات تدمير وتخريب ممنهجة تستهدف المدنيين وممتلكاتهم، وأسفرت عن نزوح قسري واسع للسكان.

من جهته، قال نائب رئيس اللجنة الشعبية في مخيم نور شمس يوسف فنادقة، إن نحو 1907 عائلات نازحة تعيش حاليًا في شقق مستأجرة موزعة على مختلف مناطق محافظة طولكرم، في ظل أوضاع إنسانية واقتصادية بالغة الصعوبة. وأضاف أن الاحتلال هدم ما لا يقل عن 1000 شقة سكنية بشكل كامل في مخيم نور شمس، معتبرًا أن ما يجري محاولة ممنهجة لإنهاء وجود المخيم وطمس قضيته، في إطار سياسة تهجير قسري وتدمير شامل تستهدف الوجود الفلسطيني وحقوقه التاريخية.

وكان مخيما طولكرم ونور شمس قد شهدا خلال صيف هذا العام عمليات هدم واسعة طالت أكثر من 100 مبنى ووحدة سكنية، في إطار سياسة تهدف إلى تغيير معالمهما الجغرافية والديموغرافية.

ويأتي قرار الهدم الجديد في ظل استمرار العدوان والحصار المشدد على مخيم نور شمس لليوم 309 على التوالي، وعلى مدينة طولكرم ومخيمها لليوم 322، حيث تواصل قوات الاحتلال إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية، إلى جانب نصب بوابات حديدية على عدد من المداخل الرئيسة، وسط سماع إطلاق نار كثيف يومي داخل المخيمين.

كما تواصل قوات الاحتلال منع سكان المخيمين من الوصول إلى منازلهم، بعد تشديد إجراءاتها العسكرية، والاستيلاء على عدد من بيوت المواطنين وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.

وأسفر العدوان المتواصل عن تهجير أكثر من 5 آلاف عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، إضافة إلى تدمير أكثر من 600 منزل تدمير كلي و2573 منزلًا تدميرًا جزئيًا، ما حوّل المخيمين إلى مناطق شبه خالية من الحياة. كما أدى العدوان إلى استشهاد 14 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما كانت في شهرها الثامن من الحمل، فضلًا عن عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير واسع طال البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية، حيث قضى على معظم مظاهر الحياة داخل المخيم.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين - متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد