يستعد الاحتلال لهدم 25 منزلاً اضافياً في مخيم نور شمس شرقي طولكرم شمالي الضفة الغربية مع استمرار عدوان السور الحديدي عليه منذ 313 يوماً، في نكبة جديدة تحل على أهالي المخيم في سياق حملة الاحتلال لتدمير مخيمات الضفة.
ويعتزم جيش الاحتلال هدم نحو 25 مبنى سكنياً في مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية، بموجب أمر هدم جديد أصدرته سلطات الاحتلال، ما يضع مئات اللاجئين الفلسطينيين أمام خطر النزوح القسري الوشيك، في وقت تشهد فيه الضفة الغربية تصعيداً متواصلاً في المداهمات والاعتقالات.
وتمكن عدد من الأهالي الوصول إلى منازلهم المهددة بالهدم في المخيم لأخذ بعض مقتنياتهم بعد عوائق وحواجز تفتيش من قبل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" وقيود مشددة ومنع للصحفيين من الوجود في محيط المخيم.
وأشارت مصادر محلية إلى أن الحواجز العسكرية "الإسرائيلية" المنتشرة على مداخل المخيم تسبّبت في تفتيش صارم لأهالي المخيم قبل دخولهم لجمع ما تبقى من ممتلكاتهم، بينما أبعدت قوات الاحتلال الصحفيين وقيّدت حركتهم عند مدخل المخيم.
يأتي هذا بعد يوم من احتفال مجموعة من جنود الاحتلال داخل المخيم المهجر سكانه قسراً بما يسمى عيد الأنوار "الحانوكاه" وإشعال الشمعدان في الطرقات المجرفة والبيوت المهدمة .
وقال مدير "أونروا" في الضفة الغربية "رونالد فريدرك": إن إخطار الهدم الذي تسلمته الوكالة أثار قلقًا بالغًا، مؤكدًا أن القرار يأتي في سياق تصعيد الاحتلال في سياسة التهجير القسري بحق الفلسطينيين في مخيمات شمال الضفة الغربية، مضيفاً أن سياسة التهجير بحاجة إلى موقف جاد إزاءها
وفي وقت سابق قال مدير شؤون الوكالة في الضفة الغربية: إن ما يقارب 48% من إجمالي مباني مخيم نور شمس تضررت أو دُمّرت، في إطار نمط متكرر خلال العام الجاري، تقوم خلاله القوات "الإسرائيلية" بتدمير المنازل بهدف فرض سيطرة طويلة الأمد على مخيمات شمال الضفة الغربية، الأمر الذي من شأنه إحداث تغيير دائم في طابعها الجغرافي.
وأوضح فريدريك، في تصريح صحفي أمس الثلاثاء، أن أمر الهدم الجديد يجعل نحو 25 مبنى في المخيم مهددة بالهدم اعتباراً من 18 كانون الأول/ديسمبر الجاري، مؤكداً أن هذا القرار سيطال مئات اللاجئين الفلسطينيين الذين سبق أن تعرضوا للنزوح القسري.
وأضاف أن سلطات الاحتلال تبرر عمليات الهدم بذريعة ما تسميه "الضرورة العسكرية"، مشدداً على أن هذه الإجراءات لا تجعل أحداً أكثر أمناً، بل تفاقم معاناة السكان وتعمّق أزمة النزوح.
وحذّر فريدريك من أن النزوح القسري لأكثر من 32 ألف لاجئ فلسطيني في شمال الضفة الغربية لا يجب أن يتحول إلى واقع دائم، لافتاً إلى أن سكان المخيمات ينتظرون منذ نحو 11 شهراً العودة إلى منازلهم، إلا أن هذا الأمل يتراجع مع كل عملية هدم جديدة تنفذها جرافات الاحتلال.
