سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
استحوذ مخيّم اليرموك للاجئين في دمشق، خلال الأسبوع الثالث من شهر تشرين الأوّل الجاري، على الحيّز الأكبر في واجهة الأحداث التي تشهدها المخيّمات الفلسطينية في سوريا، حيث بدأت التطورات العسكريّة على محاور التماس بين المخيّم وجنوب دمشق، تلقي بتبعاتها الإنسانية على السكّان المحاصرين، وسط حالة من الترقب الحذر لما ستؤول إليه الأمور.
مخيّم اليرموك وجنوب دمشق:
استفاق أهالي مخيّم اليرموك المحاصر صباح الثلاثاء 17 تشرين الأوّل، على إغلاق فصائل المعارضة السوريّة المسلحة في جنوب دمشق، حاجز العروبة الذي يعتبر المتنفس الوحيد للأهالي المحاصرين باتجاه بلدات وأسواق جنوب دمشق
وأفادت مصادر لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" نقلاً عن الفصائل المسؤولة عن الحاجز، بأنّ الإغلاق "جاء نتيجة عدم التزام تنظيم داعش بالعهود والمواثيق المبرمة بخصوص المعبر والتي تنص على تحييده عن العمليات العسكريّة، كونه معبراً للمدنيين"، وذلك بعد استهداف قناصة التنظيم للمدنيين في عمق بلدة يلدا.
وفي اليوم التالي، نقلت مصادر محليّة من مخيّم اليرموك لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ فصيل "أجناد الشام" التابع للمعارضة السوريّة المسلحّة، قد أغلق الحاجز المؤدي إلى حي المأذنية في منطقة القدم، مانعاً أهالي مخيّم اليرموك والحجر الأسود والتضامن، من الدخول إلى الحي للتبضّع وشراء المواد الغذائيّة.
وعلى إثر إغلاق المعابر، كانت مصادر محليّة من مخيّم اليرموك قد نقلت لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ تبعات إغلاق الحاجز سرعان ما بدأت بالبروز على الصعيد الإنساني و المعيشي لدى سكّان مخيّم اليرموك المحاصرين، حيث بدأت أسعار السلع الغذائية داخل المخيّم بالإرتفاع، كما بدأت بوادر أزمة في تأمين مادة الخبز تلوح بالأفق، وذلك لكون حاجز العروبة، يعتبر المنفذ الوحيد لأهالي مخيّم اليرموك المحاصرين بإتجاه أسواق بلدات جنوب دمشق، حيث يحصل أهالي المخيّم على حاجياتهم من الخبز والمواد الغذائيّة.
أمّا إنسانيّاً، فقد سجّل ناشطون في جنوب دمشق عدّة حالات انسانيّة شهدها المعبر منذ إغلاقه يوم أمس، ومنها منع فصائل المعارضة في يلدا، دخول سيّارة اسعاف تقل طفلاً قد أصيب بشظايا قذيفة هاون، إلى المستشفى الميداني في يلدا، بالإضافة إلى منع تلك الفصائل دخول إمرأة حامل تحتاج إلى عمليّة ولادة قيصريّة سريعة، إلى البلدة قادمة من المخيّم.
ومتابعةً منها لقضيّة المعبر المغلق، أفادت مصادر خاصة لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ فصائل المعارضة في بلدات جنوب دمشق الثلاث، قد أرسلت وسيطاً للتفاوض مع تنظيم " داعش" من أجل إعادة فتح جاحز العروبة الذي يفصل مخيّم اليرموك عن بلدة يلدا، على قاعدة إلتزام الأخير بتحييده، وحصرت الفصائل شرط إعادة فتحه بخضوع التنظيم للمطالب.
ووفق ما نقلت المصادر، فإنّ فصائل المعارضة ستستمر بإغلاق الحاجز لحين موافقة تنظيم "داعش" على المطالب التي حملها الوسيط، و"لن تخضع لأي ضغوطات من قبل أي جهة كانت، وذلك لقيام تنظيم داعش بخرق الاتفاقيات التي جرى إبرامها في وقت سابق، والتي قضت بتحييد المعبر وعدم استهدافه".
وفي تطوّر لافت، أقدم تنظيم "داعش" على شنّ هجوم على معظم محاور التماس بين مخيّم اليرموك وبلدة يلدا جنوب دمشق، يوم 20 من الشهر الجاري، حيث أفاد مراسل البوابة، أنّ معارك قد اندلعت بعد قيام عناصر من تنظيم "داعش" بالتسلل إلى قطاع المستشفى جنوب المخيّم، و التي يتمركز فيها عناصر "أكناف بيت المقدس" التابعين للمعارضة، حيث اندلعت المعارك وإمتدّت إلى محاور متعددة في شارع العروبة ومحيط المركز الثقافي والمدينة الرياضيّة، كما أعلن فصيل "جيش الاسلام" مساندته لعناصر الأكناف في تصديهم للهجوم.
كما أكّدت مصادر لـ"بوابة اللاجئن الفلسطينيين" عصر الجمعة 20 تشرين الأوّل، سيطرة عناصر تنظيم " داعش" على منطقة المدينة الرياضيّة والمستشفى "الياباني" والمركز الثقافي، جنوب مخيّم اليرموك على الحدود مع بلدة يلدا الجنوبية، وذلك بعد معارك عنيفة بين التنظيم، وفصائل من المعارضة السوريّة المسلّحة جنوب دمشق التي كانت تسيطر على تلك النقاط.
وفي شرقي المخيّم، حيث خطوط التماس بين تنظيم " داعش" والفصائل الموالية للنظام السوري، جرت بالتزامن، معارك عنيفة بين التنظيم، وميليشيا "حركة فلسطين حرّة" الموالية للنظام في قطاعي "الكراعين والشهداء" في شارع فلسطين، حيث بقيت أصوات قذائف الهاون والرشاشات مسموعة.
وفي سياق رصد انتهاكات "داعش" بحق أهالي مخيّم اليرموك وممتلكاتهم، نشرت بوابة اللاجئين تقريراً اخباريّاً بعنوان: "داعش" يغطي أزمته المالية يبيع ممتلكات الأهالي المهجرّين.
ونقل التقرير تأكيدات عدد من الأهالي والناشطين في مخيّم اليرموك ومناطق الجوار، قيام عناصر تنظيم "داعش" بسرقة ممتلكات أهالي مخيّم اليرموك المهجّرين عن منازلهم، وبيعها في أسواق المناطق المجاورة، وفي مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري.
وقال أحد الناشطين في جنوب دمشق لـ"بوابة اللاجئين"، أنّ ظاهرة بدأت بالإنتشار بشكل محسوس في بلدات جنوب دمشق الثلاث "يلدا- ببيلا – بيت سحم" لنساء غالباً مجنّدات في التنظيم، يأتين من مخيّم اليرموك، ويبعن الملابس المستعملة والبطانيّات والمعدّات المنزلية والأجهزة الكهربائية الخفيفة، كالخلاطات المطبخية والأجهزة "السيشوار" وسواها، وبأسعار تعتبر رخيصة مقارنة بالقيمة الحقيقية لتلك للأشياء المُباعة.
مخيّم درعا:
وفي مخيّم درعا جنوبي سوريا، أظهرت صورٌ حديثة، حصلت عليها "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" من مخيّم درعا للاجئين جنوبي سوريا، حجم الدمار الواسع، الناتج عن استمرار استهداف المخيّم بقذائف الهاون ونيران الأسلحة الرشاشة الثقيلة، خلال شهري آب وأيلول الفائتين.
دمارٌ يضاف إلى حجم التدمير الواسع، الذي خلّفته العمليات العسكرية والقصف الجوي والصاروخي خلال فترة المعارك التي اندلعت في حزيران الفائت، بين قوّات النظام السوري من جهة، وفصائل المعارضة السوريّة المسلّحة، والتي كان المخيّم إحدى المناطق الواقعة ضمن دائرتها، حيث وصل حجم الدمار جرّاء الاستهداف المباشر للمخيّم إلى قرابة 80 % من أبنيته.
كما دعا ناشطون وأهالي من سكّان مخيّم درعا للاجئين جنوبي سوريا، كافة الإعلاميين والناشطين لتغطية التظاهرة التي سينفذوها يوم الجمعة المقبل، 27 من تشرين الاولّ الجاري، لتسليط الضوء على الواقع المعيشي والإنساني للأهالي في المخيّم المنكوب، وتهميش الهيئات الإغاثيّة العاملة في المنطقة لأهالي المخيّم تحت حجج مختلفة.
وقال أحد سكّان المخيّم، في مناشدة صوتيّة وصلت لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّه يوم الجمعة في السابع والعشرين من الشهر الجاري، سينطلق أهالي المخيّم في تظاهرة، تهدف إلى تصوير الدمار ولفت الأنظار على واقع المخيّم، ومدى التهميش الذي يعاني منه الأهالي.
وأضاف، أنّ "معظم القرى في المناطق المحيطة في المخيّم، تعمل فيها المنظمات الإغاثيّة وتوّزع لها مواد غذائيّة و الكثيرمن مستلزمات العيش، في حين يُستثنى المخيّم بحجّة أنّه منطقة ساخنة" منتقداً بذات الوقت تلك الحجج قائلاً: "اذا قررت تلك المنظمات إغاثة أهالي مخيّم درعا فنحن نذهب إليهم، دون أن نحملهم أعباء المجيء ومخاطره".