قطاع غزة – فلسطين المحتلة
دعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، اليوم الاثنين، للمشاركة الواسعة في كافة الفعاليات والمظاهرات الغاضبة، الرافضة للمشروع الأمريكي للتسوية في الشرق الأوسط المعروف بـ "صفقة القرن"، ابتداءً من يومي الثلاثاء والأربعاء.
وأعلنت الهيئة في بيانٍ لها "رفضها الجامع والقاطع لـ"صفقة القرن" التي سيعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب"، داعية إلى "تشكيل أوسع حالة التفاف جماهيري في كافة أماكن التواجد الفلسطيني"، مُضيفةً إن "الصفقة كانت نتيجة طبيعية ومتوقعة لمسلسل التآمر والتحريض على الشعب الفلسطيني، ومحاولات تصفية قضيتنا الفلسطينية، فلطالما كانت الاستراتيجية الأمريكية داعمة للاحتلال الإسرائيلي وجرائمه البشعة بحق أبناء وبنات شعبنا".
دعوة لإنهاء الإنقسام الفلسطيني في سبيل المواجهة
وأكدت الهيئة على "أن مواجهة هذه الصفقة الملعونة لا يمكن أن يكون أمرًا ممكنًا من دون تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتعزيز ودعم مقاومتنا الباسلة، وتفعيل كافة الأشكال النضالية والكفاحية في مواجهة الاحتلال"، داعيةً وسائل الإعلام المختلفة المحلية والدولية لتسليط الضوء وتكثيف التغطية الإعلامية لمجريات حالة الغضب الجماهيري.
من جهتها، أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في رام الله، عن الفعاليات الجماهيرية التي ستنطلق في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي كافة أماكن وجود أبناء شعبنا، للوقوف أمام ما تسمى "صفقة القرن" وإفشال محاولات تمريرها.
وأوضحت القوى أن "الفعالية المركزية ستكون صباح يوم الأربعاء المقبل، في الأغوار الشمالية للدفاع عنها أمام محاولات ضمها، بالتزامن مع مسيرات الغضب التي ستنطلق في قطاع غزة وفي كل مواقع شعبنا"، مؤكدةً "على أن يوم الغضب الجماهيري، يوم الجمعة المقبل، سيكون بالتواجد والدفاع عن المسجد الأقصى وعن مدينة القدس، التي لن تكون سوى عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة، وفي الحرم الابراهيمي الشريف وفي الكنائس والمساجد كافة، بالتزامن مع المظاهرات في قطاع غزة، واعتبار يوم الجمعة يوما للقدس ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية والدفاع عنها والمشاركة في فعالية المنطار في القدس لمواجهة الاستيطان".
وشددت على "التمسك الحازم بحقوق وثوابت شعبنا المتمثلة بحق عودة اللاجئين وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، ورفض أي مساس بهذه الحقوق الثابتة التي شكلت قرارات الاجماع الوطني.
بدورها، قالت لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة: إن "صفقة ترمب هي حلقة من حلقات التآمر الأمريكية على شعبنا وقضيتنا"، مُشددةً على أن "هناك إجماع فلسطيني رافض لهذه الصفقة، وإصرار على مواجهتها بكل الأشكال حتى إسقاطها، ولن نتنازل عن أي حق من حقوقنا الوطنية المشروعة في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم".
وأوضحت أن "الإدارة الأمريكية بإعلانها عن هذه الصفقة المرفوضة تنصب نفسها عدواً مباشراً لشعبنا، وشريكاً للاحتلال في إرهابه وجرائمه على شعبنا وقضيته"، داعيةً "لاعتبار يومي الثلاثاء والأربعاء أيام غضب في جميع الساحات، يواجه خلاله شعبنا الفلسطيني موحداً من خلال فعل ميداني واسع واشتباك مفتوح مع الاحتلال في جميع مواقع التماس رفضه القاطع للصفقة وبأنها لن تمر وستسقط على صخرة مقاومة وصمود شعبنا وإصراره وتمسكه بحقوقه وثوابته".
يُذكر أن الفصائل الفلسطينية دعت في وقتٍ سابق إلى إطلاق يد المقاومة، ردًا على نية الإدارة الأمريكية إعلان ما تُسمى "صفقة القرن"، إضافةً إلى وحدة الموقف والإستراتيجية في مواجهة الصفقة الأمريكية وكل محاولات التصفية.
مظاهرات بدأت في غزة
وفي وقت سابق اليوم الاثنين 27 كانون الثاني/ يناير، أحرق متظاهرون صورًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال تظاهرة غاضبة في مدينة غزة رفضًا لما يُسمى "صفقة القرن".
ونظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، مسيرة جماهيرية حاشدة صوب مقر الأمم المتحدة غرب مدينة غزة، رفضًا لـ «صفقة ترامب- نتنياهو» ولقوانين الضم "الإسرائيلية"، بمشاركة فصائل وفعاليات شعبية ونقابية وشبابية ونسائية.
وأوضح عضو المكتب السياسي للجبهة طلال أبو ظريفة، أن "الاعلان عن «صفقة ترامب- نتنياهو» سيحمل في طياته الضوء الاخضر لدولة الاحتلال للمضي في اجراءاتها الاستعمارية الاستيطانية لضم غور الأردن وشمال البحر الميت، والإعلان عن ضم كافة المستوطنات في انحاء الضفة الفلسطينية".
وشدد أبو ظريفة في كلمة له على "أن الاعلان عن الشق السياسي لـ«صفقة ترامب- نتنياهو» تحول خطير من شأنه أن ينقل عموم القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية وكذلك عموم المنطقة إلى مرحلة جديدة شديدة الخطورة والتعقيد".
وأشار إلى "أن ما يتم الكشف عنه من بنود رئيسية للصفقة يؤكد أن الإدارة الاميركية ستعمل على فرض حل تقدم فيه لدولة الاحتلال كل ما كانت تحلم أن يحققه لها مشروعها الصهيوني الاستعماري العنصري والقائم على التطهير العرقي".