تكشف الوقائع الخدمية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، عن استمرار حالة الانهيار الخدمي على حالها، مع مزيد من التفاقم في بعض القطاعات، رغم مضي عام على الوعود التي قطعتها "الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب" خلال اجتماع لها مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" في شباط/ فبراير الفائت لـ" لتحديد الأولويات والمشاريع من أجل تنفيذها خلال عام 2020 الجاري".
وتساءل لاجئون فلسطينيون في بعض المخيّمات، عن الجدوى من المبادرات التي اطلقها مدير "الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب" علي مصطفى لتحسين الواقع الخدمي، وكان آخرها مطلع العام الجاري، وعُقد على اثرها اجتماع مع وكالة " أونروا" لاقى الكثير من الاصداء الايجابيّة حينها، عرضت خلاله "لجان التنمية والخدمات" الهموم والمشكلات التي تعترض عملهم، وإيجاد الحلول المناسبة لها بالتنسيق والتعاون مع الوكالة والجهات الحكومية في سوريا.
جاءت التساؤلات، بالتزامن مع تسجيل تراجع في الواقع الخدمي تجّلى في حالات واسعة لاستنقاع مياه الأمطار في عدد من المخيمات، وتراجع ملحوظ لخدمات النظافة العامة، ومشاكل خطرة في شبكات الكهرباء.
وقال " أحد أبناء مخيّم جرمانا للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق " أبو أمجد بلاوني" إنّ الواقع الخدمي في المخيّم يزداد انهياراً، وخصوصاً البنى التحتيّة التي تتعلّق بتصريف مياه الأمطار".
وأكّد بلاوني في حديث لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّه "من النادر أن تجد حارة أو زقاق في المخيّم لا يوجد فيه بركة مياه بعد يوم ماطر ويستمر وجودها لأيّام" مشيراً إلى أنّ "عدم تعبيد الطرقات، ووجود حفر وميالانات لم يتم التعامل معها منذ سنوات، يؤدي إلى عدم انسياب مياه الأمطار نحو المصارف، والتي غالبا ما تكون مغلقة" حسبما أضاف.
لماذا لا يجري تخصيص صندوق لصيانة الطرقات ومصارف الصرف الصحّي قبل الشتاء
وتساءل اللاجئ الفلسطيني، عن أسباب هذا الانهيار، والذي لا يتطلّب الكثير من المال والجهد لتبديد بعض مظاهرة، وفق قوله، متوجهاً إلى وكالة "أونروا" ولجان التنمية والخدمات ومدير "الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب" قائلاً :" لماذا لا يجري تخصيص صندوق لصيانة الطرقات ومصارف الصرف الصحّي قبل الشتاء؟، وماذا حدث بالمشاريع التي قلتم أنكم ستنفذوها؟، لم نر شيئاً منها، ولا تعدونا مرّة أخرى، نريد أفعالاً لتحسين الواقع الخدمي في مخيمنا".
وكانت قد سُجّلت شكاوى من ناشطين في مخيّم جرمانا، تداولوها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وضعوا فيها، استنقاع المياه الآسنة في منطقة المدارس وتحت الجسر وعلى الطرق الرئيسيّة، برسم المعنيين، نظراً لما يسببه ذلك من إعاقة لحركة الناس وضرراً على صحتّهم خصوصاً تلامذة المدارس.
إضافة إلى جرمانا، تعاني مخيّمات سبينة والحسينيّة وخان الشيح، من مشاكل في الخدمات البلديّة، المنوطة ضمن مهام وكالة " أونروا" و لجان التمنيّة والخدمات التابعة للـ"هيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب"، حيث تشهد الطرق والأزقّة تراكماً للنفايات، دون أن تتحرّك الجهات المعنيّة، رغم الشكاوى العديدة.
و نقل ناشطون من أبناء مخيّم سبينة، شكاوى الأهالي جرّاء تراكم النفايات في الشوارع الرئيسيّة وبالقرب من منطقة المدارس، وتسبب انتشاراً للروائح الكريهة، إضافة إلى أخرى أكثر خطورة، تجلّت في "التماسات" الكهربائية التي يشهدها المخيّم خلال الشتاء، جرّاء تهتّك شبكات الكبلات.
وحول هذا الأمر، أكّد اللاجئ من أبناء المخيّم " أسامة صالح" لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ التماسات والاحتراقات الجزئيّة في الكابلات الكهربائيّة، أمر اعتاد عليه أهالي المخيّم، بسبب تهتّك الشبكة والمحولات وحاجتها لصيانة منذ مدّة.
وعود بإعادة تأهيل شبكة ومحولات الكهرباء في مخيّم سبينة أُطلقت في اجتماع مع معاون وزير الكعرباء العام الفائت
وأضاف صالح، أنّ هذا الأمر يؤدي إلى حرمان الكثير من المنازل من ساعات التغذية الكهربائيّة التي لا تتجاوز 6 ساعات بشكل متقطع، "وخصوصاً حين تتزامن ساعات التغذيّة مع هطول الأمطار، ما يؤدي إلى انقطاع الكهرباء عن المنازل التي تتغذّى من القاطع الذي تعطّل، أو الشبكة التي حصل فيها احتكاك بسبب المياه، إضافة إلى أنّ شبكات الكهرباء والمحوّلات في المخيّم، لا تحتمل كميّة السحب، من قبل الأهالي لزوم تشغيل المدافئ وسخانات المياه" حسبما أشار.
وأشار كذلك، إلى أنّ مسألة إعادة تأهيل شبكة ومحولات الكهرباء في مخيّم سبينة، كانت قد طُرحت خلال اجتماع بين أهالي المخيّم و معاون وزير الكهرباء المهندس نضال قرموشة، تلّقوا خلاله وعوداً بتركيب عشرة محولات جديدة، وإصلاح الكابلات مطلع العام 2020 الجاري، ولكنّ كلّها لم تنفّذ، وفق اللاجئ الذي وضع المسألة برسم الجهات المعنيّة.
وتعيش مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، حالة من الانهيار الخدمي الشامل، سواء في البنى الخدمية كشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحّي، أو الخدمات الصحيّة والتعليمية، وسط وعود لم تُنفّذ، ومحاولات للتغطي بالانهيار السوري العام، الّا أنّ للمخيّمات ما قد يجعلها في واقع خدمي أفضل من سواها، نظراً لوجود وكالة "أونروا" ولجان التنمية والخدمات، والعديد من المنظمات والهيئات المدنيّة، أضاء "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" على مسؤولياتها ومهامها في تقرير سابق.