أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أنّها وقّعت مع الحكومة الألمانية من خلال بنك التنمية الألماني اتفاقيات لدعم اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزّة ولبنان بقيمة إجمالية قدرها 25 مليون يورو.

وأوضحت "أونروا" في بيانٍ لها، أنّ التمويل الإضافي سيستند إلى الجهود السابقة التي تدعمها ألمانيا في إعادة إعمار مُخيّم نهر البارد في لبنان بعد تدميره نتيجة الاشتباكات في عام 2007، حيث لا يزال من المتوقع عودة حوالي 20,900 شخص إليه.

ولفتت إلى أنّ التبرع البالغ 10 ملايين يورو سيُمكّن حوالي 192 أسرة من العودة إلى 269 وحدة سكنية في المُخيّم، وسيُعيد أصحاب الأعمال فتح متاجرهم في 31 وحدة بيع تجزئة أعيد بناؤها حديثاً.

وفي قطاع غزة، قالت "أونروا" إنّ الدعم الألماني سيُوفّر دعماً حيوياً للصرف الصحي لحوالي 244,000 لاجئ في سبع مُخيّمات مكتظة بالسكّان الذين سيستفيدون من تحسين الظروف البيئية والمعيشية بالإضافة إلى التوظيف المؤقت.

وأشارت "أونروا" إلى أنّه ومن خلال إعادة التأهيل والتوسع المطلوبة بشكلٍ عاجل للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي والنظافة، سيُساهم المشروع في تحسين الوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية الآمنة والفعالة على مستوى المخيم ويساعد في التخفيف من مخاطر الصحة العامة، بما في ذلك انتشار الأمراض.

بدوره، أكَّد مايكل هيرولد، القائم بأعمال رئيس مكتب الممثل الألماني في رام الله، أنّ دعم ألمانيا لوكالة "أونروا" وللاجئين الفلسطينيين سيبقى مُستمراً، وستبقى ألمانيا شريكاً موثوقاً لوكالة "أونروا" ولعملها الأساسي في سبيل تحسين الظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين، بحسب قوله. 

وشدّد هيرولد على أنّ دعم ظروف اللاجئين الفلسطينيين المعيشية الكريمة في غزة يظل أولوية رئيسة للحكومة الألمانية.

من جهته، أكَّد مدير الشراكات في وكالة "أونروا" كريم عامر، أنّه وحتى هذا اليوم، قدّمت ألمانيا 56 مليون يورو لإعادة إعمار مُخيّم نهر البارد من أجل السماح للعائلات النازحة بالعودة بأمان إلى المُخيّم، وهذا التبرع سيعالج أيضاً احتياجات اللاجئين الفلسطينيين في غزّة الذين سيحصلون على المزيد من المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والبنية التحتية للنظافة.

ولفت عامر إلى أنّ الدعم المقدّم على مر السنين لهو دليل على أن اللاجئين الفلسطينيين ووكالة "أونروا" يمكنهم الاعتماد على ألمانيا في الأوقات الأكثر اضطراباً.

وفي ختام بيانها، أشارت "أونروا" إلى أنّ الحكومة الألمانية كانت في عام 2020، أكبر مانح للوكالة، حيث تبرعت بأكثر من 182 مليون يورو، وفي عام 2021، من المتوقع أن تكون الحكومة الألمانية ثاني أكبر مانح لوكالة "أونروا" بتبرعات إجمالية تبلغ حوالي 127 مليون يورو لميزانية برامج الوكالة، ونداءات الطوارئ، ونداء الإنعاش المبكر الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومشاريعها، كما أنّ ألمانيا عضو في اللجنة الاستشارية لوكالة "أونروا" منذ العام 2005.

مساعٍ حثيثة لجلب شركاء ومساهمين جدد لدعم وكالة "أونروا"

أكَّد المفوض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، أنّ هناك مساعٍ حثيثة تجريها وكالة "أونروا" مع المانحين لجلب شركاء ومساهمين جدد لتحقيق تمويلٍ مستدام يغطي ميزانيتها البرامجية.

وأوضح لازاريني خلال اجتماعٍ عقده في مقر وكالة "أونروا" الرئيسي غرب مدينة غزة مع رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينيّة أحمد أبو هولي، أن مؤتمر المانحين الذي عقد في بروكسل منتصف الشهر الجاري كان خطوة إيجابية وناجحة ولكنه ليس العصى السحرية لحل كل المشاكل.

كما لفت لازاريني إلى أنّه أطلع المانحين على إستراتيجية وكالة "أونروا" وما ستقدمه في الأعوام القادمة، مشدداً على ضرورة وجود التزام مالي بخطوات عملية لتنفيذها حتى لا تنهار وكالة "أونروا".

وخلال الاجتماع، استعرض أبو هولي احتياجات اللاجئين الفلسطينيين في المُخيّمات الفلسطينية، وأوضاعهم المعيشية الصعبة في ظل ارتفاع الأسعار السلع وفقدان العمل بسبب جائحة "كورونا".

وأكَّد أبو هولي على ضرورة أن تتوقّف "أونروا" عن سياسة التقليصات التي تنتهجها والتي باتت آثارها واضحة في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتدني الخدمات الصحية والإغاثية والكثافة الصفية في الفصول الدراسية ووقف التوظيف وخاصة المعلمين، مُرحباً باستراتيجية "أونروا" للأعوام 2023 – 2028 خاصة فيما يتعلق بإدخال عنصر التكنولوجيا والرقمنة في خدماتها وتطوير برامجها لتشمل الشباب وذوي الاحتياجات الخاصة والمرأة وحماية الأطفال.

ولفت أبو هواي إلى أنّ نجاح استراتيجية "أونروا" في تحقيق أهدافها يتطلب تمويلاً كافياً ودائماً ومستداماً وميزانية مفتوحة تستجيب للاحتياجات اللاجئين  المتزايدة، مُعرباً عن أمله في أن يعالج نزاع العمل القائم بين "أونروا" واتحادات العاملين في أسرع وقت ممكن وألا تنعكس الحالة القائمة على الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين.

كما قدّم أبو هولي خلال الاجتماع مقترحات لحل الأزمة بين "أونروا" والاتحاد تبدأ بإلغاء قرار الاجازة الاستثنائية الاجبارية بدون راتب وصرف العلاوة السنوية كخطوةٍ نحو إعادة الثقة بين الطرفين ومعالجة القضايا المطلبية المتبقية عبر الحوار.

وجاءت نتائج مؤتمر المانحين في بروكسل "مُخيبةً للآمال" على المدى المنظور لوكالة "أونروا" إذ لم تستطع الوكالة سوى جمع 38 مليون دولار من أصل 100 مليون عجز تعاني منه لآخر شهرين في هذا العام فقط، أي لشهري تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر.

11.jpg
22.jpg

 

متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد