استشهد الشاب عدي التميمي، مساء اليوم الأربعاء 19 أكتوبر/ تشرين أوّل، جراء تعرّضه لإطلاق نار على مدخل مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق مدينة القدس المحتلة، وذلك بعد أن فتح التميمي النار تجاه أحد حراس المستوطنة ما أدى لإصابته بجروح طفيفة في يده.
وعقب ذلك أطلق جنود الاحتلال النار بشكلٍ مكثّف تجاه الشاب التميمي ما أدى لاستشهاده على الفور، لتعلن عدّة جهات أن الشهيد هو عدي التميمي منفذ عملية حاجز شعفاط العسكري.
وتعرّض التميمي خلال الأيّام الماضية لملاحقة مشددة من قبل قوات الاحتلال التي اعتقلت أفراد من عائلته وأقاربه من مُخيّم شعفاط للاجئين الفلسطينيين، وقامت بفرض حصارٍ مشدّد على المُخيّم شعفاط الذي يقطن فيه الشهيد.
وعقب تنفيذ العملية الجديدة وارتقاء الشاب التميمي، انتشرت موجة من السخرية على مواقع وسائل الإعلام العبريّة التي اعتبرت إطلاق النار على التميمي ليس إنجازاً يُحسب لأجهزة الأمن الصهيونيّة خاصّة وأنّه جاء بعد 11 يوماً من المطاردة الشرسة من قِبل كل الأجهزة الأمنية بكافة تشكيلاتها وأنواعها.
وقال "يوسي يهوشاع" المحلل العسكري لدى صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن رئيس وزراء الاحتلال يجب أن يعرف تفاصيل ما حدث قبل قيامه بتوجيه التحية لجيش الاحتلال و"الشاباك" بعد ارتقاء الشهيد التميمي، خاصّة وأنّ ما حدث هو فشل كبير، فيما قال "دورون كدوش" مراسل إذاعة جيش الاحتلال، إن نجاح التميمي بتنفيذ عملية أخرى تشبه عمليته الأولى وخارج حدود القدس يعتبر فشلاً للمنظومة الأمنية.
وفي هذا السياق، قال المراسل العسكري "يوئاف زيتون" إنه لا يذكر سابقاً قيام مطارد بتنفيذ عملية فدائية أخرى خلال البحث عنه ولا سيما أنه بحوزته قنبلة يدوية، فيما قال "نوعام أمير" المراسل العسكري لموقع "ماكور ريشون"، إن نجاح المطارد التميمي بتنفيذ عملية أخرى يعتبر شيئاً مخزياً لقوات الجيش.
أمّا "هلل روزين" المراسل العسكري للقناة ١٤ العبرية، فقال إنّ هناك سؤالاً يجب الإجابة عنه، وهو أن كل أذرع المنظومة الأمنية تقوم بملاحقة التميمي على مدار أيّام وفي النهاية ينجح بالوصول لمكان بعيد عن مكان اختفائه ويقوم بتنفيذ عملية، كيف يمكن حدوث شيء كهذا؟.
وفور انتشار خبر ارتقاء المطارد التميمي، أصدرت القوى الوطنيّة والإسلاميّة في مدينة القدس بياناً عاجلاً أعلنت فيه أنّ يوم غدٍ الخميس هو يوم حداد واضراب تجاري على روح الشهيد البطل عدي التميمي.
ودعت القوى كافة الفلسطينيين لرفع الرايات السوداء على المؤسسات والمنازل وتنظيم وقفة حداد في كافة المدارس التعليمية.
كما أكَّدت القوى، أنّ يوم غدٍ الخميس سيكون يوم نفير عام في كل أرجاء العاصمة القدس، ويجب أن تعلو التكبيرات في كل أنحاء محافظة القدس في تمام التاسعة من مساء الغد.
وكانت قوات الاحتلال فرضت حصاراً محكماً على مخيم شعفاط وبلدة عناتا، استمر 6 أياّم، في محاولة للوصول إلى منفذ عملية إطلاق النار التي وقعت على الحاجز المقام على مدخل المُخيّم.