عبّر الحراك الفلسطيني المستقل في مخيمات الجنوب اللبناني عن قلقه البالغ إزاء ما وصفه بـ"الأداء المشبوه والضبابي" لإدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان، محمّلًا مديرتها العامة دوروثي كلاوس مسؤولية "تراجع مقلق في مستوى الخدمات الأساسية وتبدّل أولويات الوكالة".

وقال الحراك، في بيانٍ صادر عنه، إن الفلسطينيين في لبنان "يتابعون بقلق شديد النهج الذي تعتمده إدارة 'أونروا' الحالية، التي تعمل بانفراد في تحديد أولويات اللاجئين، وتركّز على قضايا ثانوية لا تمتّ بصلة مباشرة إلى مهام الوكالة الأساسية"، معتبرًا أن ذلك "يوحي بدور ووظيفة مختلفة لـ أونروا في المرحلة المقبلة".

وتساءل الحراك عن طبيعة المقاربة التي تتّبعها الإدارة الحالية في التخطيط والتنفيذ للمشاريع، وأولويات التمويل، ومدى الشفافية في التواصل مع المجتمع الفلسطيني ومؤسساته، مؤكدًا أنّ هدفه "ليس توجيه اتهامات شخصية، بل ممارسة الحق المشروع في المساءلة والمطالبة بالوضوح في إدارة وكالةٍ أُنشئت لخدمة اللاجئين لا لإرباكهم".

وتضمّن البيان سلسلة من التساؤلات التي قال الحراك إنها تعبّر عن "قلق مشروع لدى أبناء المخيمات"، أبرزها: من هي دوروثي كلاوس؟ وهل تمارس مهامها كمديرة لـ"أونروا" في لبنان أم تعمل وفق أجندات خارجية؟ وهل باتت تمثل اللاجئين، وتتحدث باسمهم بدلًا من الاكتفاء بدورها الإداري والخدماتي؟

كما تساءل البيان عن طبيعة المشاريع التي تنفذ حاليًا في المخيمات ومدى توافقها مع حاجات اللاجئين الفعلية، وعن أسباب استمرار "أونروا" في التذرّع بنقص التمويل، رغم تنفيذها برامج "لا تُعدّ ذات أولوية حياتية".

وشكّك الحراك في معايير اختيار الشراكات والمنظمات المموِّلة، مثل مؤسسة GIZ، متسائلًا إن كانت هذه التمويلات قد أصبحت جزءًا من نظام تمويل الوكالة، وكيف تُضمن استفادة المجتمع الفلسطيني منها.

 وانتقد اعتماد إدارة "أونروا" على التشاور مع "جهات خارجية غير معنية"، مقابل تغييبها اللجان الشعبية والمؤسسات الفلسطينية، داعيًا الدولة اللبنانية إلى توقيع "اتفاقية مقر" تتيح مراقبة عمل الإدارة وضمان التزامها بأصول تقديم الخدمات دون خلفيات غامضة.

وختم البيان بالتأكيد على أنّ هذه التساؤلات تعبّر عن مخاوف حقيقية يعيشها اللاجئون في ظل أوضاع معيشية واقتصادية صعبة، داعيًا إدارة "أونروا" في لبنان إلى "تعزيز الشفافية والانفتاح على الحوار مع ممثلي اللاجئين، وإعادة النظر في أولوياتها بما يحفظ كرامة الإنسان الفلسطيني وحقه في العيش الكريم إلى حين عودته إلى وطنه".

وأكد الحراك الفلسطيني المستقل في مخيمات الجنوب أنّه سيواصل، في بيانات لاحقة، نشر ما لديه من معطيات وملاحظات "تسهم في توضيح الصورة أمام الرأي  وتمكّنه من تقييم الأداء على أسس مهنية وإنسانية".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد