استشهد فلسطينيان متأثران بجروحهما جراء قصف سابق على مدينة غزة، فيما أُصيب طفلان بانفجار جسم مشبوه من مخلفات قوات الاحتلال في حي النصر غرب المدينة، كما قصفت مدفعية الاحتلال صباح اليوم الجمعة 24 تشرين الأول/أكتوبر، مناطق شرق دير البلح وسط القطاع، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

ويدخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة يومه الرابع عشر، وسط تأكيدات أميركية على انتهاء الحرب، واستمرار التدهور الخطير في الأوضاع الإنسانية والصحية داخل القطاع.

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الحرب في غزة "انتهت"، في إشارة إلى نجاح المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية، ويتضمن التبادل التدريجي للأسرى والجثامين بين الجانبين.

في المقابل، أفادت هيئة البث "الإسرائيلية" بأن كيان الاحتلال يستعد لاستقبال دفعة من جثامين الأسرى خلال نهاية الأسبوع الجاري، في إطار اتفاق صفقة التبادل القائم.

انهيار المنظومة الصحية وارتفاع الإصابات بالأمراض

يتواصل الوضع الصحي المأساوي في غزة، حيث أكد مدير مجمع الشفاء الطبي، محمد أبو سلمية، انتشار أمراض جلدية وتشوهات ناجمة عن الحرب والمجاعة، إلى جانب ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان، خصوصًا سرطان الثدي بين النساء.

وأوضح أن المؤشرات تنذر بانتشار الالتهابات الصدرية في جميع مناطق القطاع، في ظل غياب المعدات والأجهزة الطبية الضرورية للكشف المبكر عن الأمراض، نتيجة تدمير المستشفيات والبنية التحتية الصحية خلال الحرب.

من جهته، قال مدير عام المستشفيات في غزة، محمد زقوت، إن قوات الاحتلال تعمدت تدمير مستشفى الصداقة التركي، وهو المستشفى الوحيد المتخصص بعلاج السرطان في القطاع، مشيرًا إلى أن الاحتلال أحرق أقسامًا كاملة داخل مستشفيات أخرى أثناء اقتحامها.

ووفق وزارة الإعلام في غزة، فإن القطاع الصحي تعرّض لـ"انهيار كامل" بعد تدمير 38 مستشفى وعشرات المراكز الصحية وسيارات الإسعاف، إضافة إلى أكثر من 788 هجومًا استهدف الخدمات الطبية منذ اندلاع حرب الإبادة على غزة.

تحذيرات أممية من تفاقم الكارثة

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الوضع الإنساني في غزة لا يزال كارثيًا، إذ لم يُسجّل أي تحسّن في كميات المساعدات الغذائية والطبية التي تدخل القطاع منذ بدء وقف إطلاق النار.

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: إن "الجوع لا يتراجع بسبب نقص الأغذية"، مشيرًا إلى أن المساعدات الحالية "لا تمثل سوى جزء ضئيل من الاحتياجات الفعلية".

وأوضح أن 14 فقط من أصل 36 مستشفى تعمل جزئيًا في القطاع، في ظل نقص حاد في الأدوية والطواقم والتجهيزات، مقدّرًا كلفة إعادة بناء النظام الصحي في غزة بنحو سبعة مليارات دولار.

كما كشف أن المنظمة سهّلت إجلاء 41 مريضًا و145 مرافقًا، بينما ما يزال 15 ألف مريض بحاجة إلى العلاج خارج غزة، بينهم 4 آلاف طفل، مضيفًا أن أكثر من 700 شخص توفوا أثناء انتظار الإجلاء منذ بدء الحرب.

وفي السياق، أكد مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة، أمجد الشوا، أن كيان الاحتلال ينتهك قرار محكمة العدل الدولية الذي ألزمَه بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مشيرًا إلى أن ما يدخل غزة من مساعدات "لا يتجاوز كميات محدودة من المكملات الغذائية"، بينما يُمنع دخول الأدوية والأجهزة الطبية ومواد النظافة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين- وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد