كشفت صور جديدة من داخل سجن "كتسيعوت" في النقب المحتل عن مشاهد صادمة لإذلال الأسرى الفلسطينيين وإساءة معاملتهم حتى اللحظات الأخيرة قبل الإفراج عنهم، في استمرارٍ لسياسة التعذيب والتنكيل التي تنتهجها سلطات الاحتلال داخل السجون.
وأظهرت الصور أسرى فلسطينيين يجلسون على الأرض منحنين يرتدون ملابساً كتب عليها "أطارد أعدائي فأدركهم ولا أرجع حتى القضاء عليهم"، بينما أظهرت صوراً أخرى الأسرى وهم مقيدون وآخرون في زنازين ضيقة.
وفي وقت سابق من اليوم تباهى ما يسمى وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير، في فيديو آخر خلال اقتحامه سجون الأسرى من خلف نافذة الباب، بحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، قائلاً في مقطع الفيديو الذي نشره:"كل أعضاء النخبة على الأرض كما يجب، لا مربى، لا شوكولاتة، لا تلفاز، لا راديو، لقد أخذنا كل شيء من هنا، لكن ما زال هناك شيء واحد نريده، وهو قانون الإعدام."
ويأتي هذا الفيديو بعد أيام من دعوة بن غفير الكنيست "الإسرائيلي" إلى إقرار قانون يسمح بإعدام الأسرى الفلسطينيين، في خطوة وصفتها منظمات حقوقية بأنها تحريض علني على القتل وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
إعلام الأسرى: ممارسات وحشية تجسد سياسات بن غفير الفاشية
وفي بيان صادر عنه، أكد مكتب إعلام الأسرى أن ما يجري داخل السجون من تعذيب وتجويع وحرمان من العلاج يمثل "تجسيداً عملياً لدعوات بن غفير الفاشية"، مشيراً إلى أن شهادات الأسرى المحررين ضمن صفقة طوفان الأقصى 3 كشفت عن ممارسات وحشية شملت الإعدامات الميدانية والتعذيب حتى الموت بحق أسرى من غزة.
وحمل المكتب حكومة الاحتلال، وعلى رأسها بن غفير، المسؤولية الكاملة عن الجرائم والانتهاكات بحق الأسرى، مطالباً بـتشكيل لجنة تحقيق دولية لمحاسبة المسؤولين ووقف الانتهاكات فوراً وإعادة زيارات الصليب الأحمر والعائلات إلى جانب ضمان حماية الأسرى وفق القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة.
حماس: سلوك بن غفير "سادي فاشي" ويعكس جوهر الاحتلال
من جهتها، اعتبرت حركة حماس، أن مشاهد تفاخر بن غفير بحرمان الأسرى من أبسط حقوقهم داخل السجون تمثل "سلوكاً سادياً فاشياً".
وقالت الحركة في بيان: إن "المشاهد التي بثها بن غفير وتُظهر استعراضه لعمليات التنكيل والتعذيب بحق المعتقلين الفلسطينيين، وتجسيده للتهديد بإعدامهم، تعبّر بوضوح عن السلوك السادي والفاشي الذي ينتهجه الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين".
وأضافت حماس: إن "العالم أجمع شاهد حجم الإجرام الممنهج الذي يمارسه قادة العدو بحق الأسرى الأحياء والأموات، حيث وصلت جثامين الشهداء إلى غزة وهي تحمل آثار التعذيب الوحشي والتنكيل البشع، ما جعل التعرف عليهم مهمة صعبة بسبب فظاعة الانتهاكات التي مورست بحقهم".
ودعت الحركة المجتمع الدولي وكل أحرار العالم إلى "فضح جرائم الاحتلال وكشفها للرأي العام العالمي، والعمل على تقديم قادته للمحاكمات الدولية العادلة".