أكَّد المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عدنان أبو حسنة، أنّ القضية الفلسطينية لم تعد ذات أولوية للمجتمع الدولي، ولذلك مؤتمر المانحين الأخير تم فيه اقرار تعهّدات بتمويل وكالة "أونروا"، حيث حصلت على 102 مليون دولار، منها 52 مليون دولار لموازنة الأونروا المنتظمة كالتعليم والصحة، وهذا لا يلبي احتياجات وكالة الغوث.
ولفت أبو حسنة في بيانٍ له، إلى أنّ تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش خطيرة للغاية، وتعكس عمق أزمة "أونروا" وتكشف رؤيته لما يحدث الآن في المجتمع الدولي وتركيزه على الأزمة الأوكرانية وتبعاتها من ارتفاع للأسعار، معتبراً أنّ القضية الفلسطينيّة لم تعد ذات أولوية للمجتمع الدولي.
وتوقّع أبو حسنة، أنّه في بداية سبتمبر المقبل ستواجه وكالة "أونروا" مشكلة كبيرة لعدم قدرتها على تغطية كامل نفقاتها، إذ كان هناك تعهدات بتمويل الأونروا بـــ 800 مليار دولار، وهي تعهدات قديمة ولكنها لم تحصل بالشكل الفعلي.
وأشار أبو حسنة، إلى أنّ عملية دعم "أونروا" تعتمد على دعم الدول المانحة، ففي بعض الأوقات بعض الدول تدفع الأموال وبعضها لا تدفع، لكنّ "أونروا" أُنشئت بقرار من الأمم المتحدة كمنظمة مؤقتة وموازنة مؤقتة، وهي ليست كباقي المنظمات مثل منظمة الغذاء العالمي وغيرها، ووجود "أونروا" إلى يومنا هذا هو تعبير عن الفشل الدولي في حل القضية الفلسطينية، لذلك نؤكّد دائماً أنّ القضية تحتاج لإرادة من المجتمع الدولي ودعم سياسي ومالي لوكالة "أونروا".
وشدّد أبو حسنة، أنّه لا يوجد أموال كافية لإبقاء المدارس والمراكز الصحية مفتوحة اعتباراً من سبتمبر المقبل.
يوم أمس، عبّرت منظمة التحرير وفصائل ومؤسسات وشخصيات فلسطينية بأن نتائج مؤتمر المانحين الذي عُقد يوم الجمعة في نيويورك بالولايات المتحدة، جاء مخيباً للآمال، لا سيما أنّ الأزمة المالية التي تُعاني منها وكالة "أونروا" ستستمر وفق تصريحاتٍ رسميّة للمفوّض العام للوكالة.
وأفادت وكالة "أونروا"، بأنّ المفوّض العام للوكالة فيليب لازاريني، دقّ ناقوس الخطر بشأن أزمة التمويل المتفاقمة لوكالة الغوث.
وفي كلمته أمام مؤتمر إعلان التعهّدات لوكالة "أونروا" لهذا العام في نيويورك، حذّر المفوّض العام لازاريني من خطر انهيار الوكالة، حيث أكَّد المؤتمر على التزامه الطويل الأمد تجاه اللاجئين الفلسطينيين ووكالة "أونروا" من خلال تقديم الدعم السياسي والمالي.
وبحسب "أونروا"، فقد أعاد المجتمعون التأكيد على الدور الهام والذي لا غنى عنه للوكالة من أجل الملايين من اللاجئين.
وأعلنت "أونروا"، أنّ الدول الأعضاء تعهّدت مجتمعة بتقديم 812,2 مليون دولار، منها 107,2 مليون دولار كتبرعاتٍ جديدة.
ومن جهته، قال المفوض العام، إنّ التعهّدات المعلنة على أهميتها، إلّا أنّها أقل من الأموال التي تحتاجها الوكالة للإبقاء على 700 مدرسة تابعة لوكالة "أونروا" إلى جانب 140 عيادة مفتوحة اعتباراً من أيلول فصاعداً.
ويوم الخميس، تبرّعت الولايات المتحدة بقيمة 153,7 مليون دولار لوكالة الغوث، وذلك لدعم المساعدات الإنسانية والتنمية البشرية والحماية للاجئين الفلسطينيين.
وجاء هذا المؤتمر في ظل أزمةٍ ماليةٍ كبيرة تعاني منها وكالة "أونروا"، وفي وقتٍ سابق دعا المفوّض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، الدول العربيّة إلى إعادة دعمها المالي أو زيادته لوكالة "أونروا" التي باتت تواجه خطر الانهيار، وتكافح من أجل الوفاء بولايتها وتقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين، مُحذراً من انهيار الوكالة بسبب نقص التمويل، مؤكداً أنّ "أونروا" منظمة غير قابلة للاستبدال في ظل عدم الوصول إلى حل سياسي لقضية اللاجئين الفلسطينيين.