اعترف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" الجمعة بإصابة 19 جندياً وضابطاً خلال الـ 24 ساعة الماضية، بينهم 14 بالمعارك البرية في قطاع غزة.
وطبقاً لمعطيات جيش الاحتلال المنشورة على حسابه الإلكتروني فقد ارتفع عدد الضباط والجنود الجرحى منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى 2324 جريحاً.
وأوضح الجيش أن "هذه الأرقام لا تشمل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بشكل روتيني، وأولئك الذين وصلوا إلى غرفة الطوارئ ولم يتم نقلهم إلى المستشفى أو لم يحددوا شدة إصابتهم".
في سياق متصل، توقعت ما تسمى بـ "وزارة الأمن الإسرائيلية"، الجمعة، أن يصل عدد الجنود الذين سيبقون مع إعاقة دائمة في أعقاب عملية طوفان الأقصى إلى 12 ألفاً و500 جندي، في وقت تحدثت فيه صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن أن هذا الرقم قد يصل إلى 20 ألفاً.
وذكرت "يديعوت أحرنوت" العبرية التي نشرت المعطيات، الجمعة، أنه منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أصبح العدد الكبير جداً لجرحى الجيش "الإسرائيلي" يشكّل حدثاً "تاريخياً، سيتطلب عملية إعادة تأهيل واسعة النطاق.
3400 جندي "إسرائيلي" معاق منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر
وكشفت الصحيفة العبرية أن عام 2023 شهد إضافة أكثر من 5000 معاق جديد من الجيش "الإسرائيلي" إلى قسم إعادة التأهيل، مشيرةً إلى أن من بين المعاقين الجدد 3400 منذ بداية الحرب على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن التوقعات (للعام 2024) صادمة، حيث سيتم الاعتراف بـ 12500 مقاتل كمعاقين، و"هذا تقدير متحفظ وحذر للغاية، ومن المتوقع أن يصل حجم الطلبات إلى 20 ألفاً".
ولفتت إلى أنه "من المهم الإشارة إلى أن هذه الأرقام لا تشمل المدنيين الذين أصيبوا منذ 7 أكتوبر".
وقالت الصحيفة العبرية: إن الإصابات المتوسّطة والطفيفة لا يتم التبليغ عنها تقريباً، وإن حدث ذلك فإنها تمر مر الكرام، لكن حجم الإصابات في الجيش "الإسرائيلي" منذ عملية طوفان الأقصى تحوّل إلى "حدث وطني بحجم تاريخي لم تعرف إسرائيل مثله من قبل، ويتطلب استعدادات مختلفة بشكل كلي عمّا كان سائداً قبل ذلك" بحسب تعبيرها.
ولفتت الصحيفة إلى أن عدد الجرحى الرسمي المعلن عنه حتى اليوم من قبل الجيش "الإسرائيلي" هو 2300 جندي، لكن برأي الأشخاص الذين يعملون في المجال طيلة الأسبوع وعلى مدار الساعة، في أماكن مثل المستشفيات، والضباط الطبيين في الميدان، وجهات أخرى في قسم إعادة التأهيل، ومصادر في منظمة معاقي الجيش "الإسرائيلي"، يتحدثون عن صورة وصفتها الصحيفة بأنها "قاتمة" أكثر بكثير.
واستأجرت ما يسمى بـ "وزارة الأمن الإسرائيلية" خدمات شركة خارجية لفحص الاتجاهات المتعلقة بالجرحى في العمليات والحروب السابقة، من أجل تقدير عدد الجنود الذين سيتم استقبالهم كمعاقين من قبل الجيش "الإسرائيلي"، في قسم إعادة التأهيل في عام 2024. وبحسب التوقعات، سيتم الاعتراف بـ 12500 جندي كمعاقين.
وتنطوي هذه التقديرات على تحفظ وحذر كبيرين، ومن المتوقع أن يصل حجم الطلبات المقدّمة للاعتراف بجنود كمعاقين جراء الحرب، إلى 20 ألفاً، وفق ما أوردته الصحيفة.
ويعالج قسم إعادة التأهيل اليوم 60 ألف معاق من جنود جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، أي مصابين تم الاعتراف بوجود إعاقة لديهم بنسبة 20% وما فوق جراء إصابتهم في معارك وحروب سابقة.
وتقول الصحيفة إنه ليس بالضرورة أن تكون خبيراً كبيراً لترى أن القتال (في الحرب الحالية على غزة) يسبب عدداً لا يُحصى من الإصابات الخطيرة في الأطراف.
من جانب آخر، عدّل جيش الاحتلال عدد الأسرى "الإسرائيليين" الذين يدّعي أنهم في قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إذ قال الناطق باسم الجيش "الإسرائيلي" "دانيال هاغاري" للصحفيين: إن 3 مستوطنين "إسرائيليين" كانوا مفقودين تبيّن أنهم "مخطوفون"، وبذلك يرتفع عدد الأسرى في غزة إلى 136 محتجز.
وزراء "إسرائيليون" يهاجمون رئيس أركان جيشهم
من ناحية ثانية، هاجم وزراء "إسرائيليون" رئيس أركان جيشهم "هرتسي هاليفي"، بعد تسريب قراره بتشكيل لجنة تحقيق في إخفاق 7 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، إثر عملية طوفان الأقصى.
وقالت "هيئة البث الإسرائيلية"، الجمعة: إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قرر رفع جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، الليلة الماضية، بسبب مشادة كلامية خطيرة وصراخ بين وزراء ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي".
وأضافت: أن مشادة كلامية وقعت بين مايسمى وزير الأمن القومي في كيان الاحتلال "إيتمار بن غفير" ووزير المالية "بتسلئيل سموتريتش"، ووزيرة المواصلات ميري ريغيف، ووزير التعاون الإقليمي "دافيد أمسالم" من جهة، وبين وزير الحرب "يوآف غالانت" والوزير في حكومة الحرب "بيني غانتس" ورئيس أركان جيش الاحتلال "هرتسي هاليفي" من جهة أخرى.
وبحسب الهيئة فإن الوزراء الصهاينة هاجموا "هاليفي" إثر تشكيله لجنة للتحقيق في إخفاق 7 تشرين الأول/ أكتوبر الذي نفذت فيه المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى ضد مستوطنات وقواعد عسكرية "إسرائيلي" في منطقة غلاف قطاع غزة، وذكرت أن "غالانت" و"غانتس" دافعا عن "هاليفي".
ووصف زعيم المعارضة في كيان الاحتلال "يائير لبيد" إلى المشادة الكلامية التي حدثت بمجلس الوزراء المصغر (الكابينت) بوصمة العار، مطالباً وزراء الحكومة بالرحيل فوراً.
وقال لبيد في تغريدة على منصة "إكس": إن "التسريبات التي صدرت عن الكابينت الليلة الماضية وصمة عار ودليل آخر على خطورة هذه الحكومة، يجب على دولة إسرائيل تغيير الحكومة وزعيمها".
وبعد قرابة 3 أشهر على عملية طوفان الأقصى، قرر رئيس أركان جيش الاحتلال تشكيل فريق للبدء بإجراء تحقيق في إخفاقات أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر بجوانبها الأمنية والعسكرية والاستخباراتية.
ويضم فريق التحقيق عدداً من المسؤولين العسكريين السابقين من بينهم وزير الحرب ورئيس أركان الجيش السابق، "شاؤول موفاز" الذي سيكون على رأس الفريق، بالإضافة إلى الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية "زئيفي فركش" والقائد السابق لقيادة الجيش الجنوبية "سامي ترجمان" وسيتولى كل واحد من الثلاثة التحقيقات في مجاله.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن التحقيقات ستشمل كذلك سير العمليات العسكرية خلال الحرب على قطاع غزة.
وكان وزير الحرب "الإسرائيلي"، يوآف غالانت، كشف عن خطط المرحلة التالية من الحرب على غزة، إذ قال: "إن إسرائيل تعتزم اتباع نهج جديد أكثر استهدافاً بالجزء الشمالي من القطاع وملاحقة مستمرة لقيادات حماس في جنوب غزة" بحسب وصفه.
وزعم غالانت في بيان: إنه "بعد الحرب لن تعود حماس للسيطرة على غزة التي من المقرر أن تديرها هيئات فلسطينية طالما لم يكن هناك تهديد لإسرائيل"، وفق تعبيره، كما أضاف أن جيش كيانه سيستمر في عملياته الحربية ضد قطاع غزة، لكن لن يكون هناك وجود مدني "إسرائيلي"، على حد قوله.
وكانت تقارير "إسرائيلية" ذكرت أن الولايات المتحدة طلبت من "إسرائيل" بدء تنفيذ المرحلة الثالثة خلال الأسبوع الجاري، في حين أعلن جيش الاحتلال -اليومين الماضيين- تخفيض عدد قواته بغزة، لكنه لم يقر رسمياً بدء تنفيذ هذه المرحلة.
وبحسب مصادر، تقضي المرحلة الثالثة بانتقال الجيش "الإسرائيلي" من مرحلة القصف المكثف إلى القصف المستهدف، وسحب القوات من داخل غزة إلى الحدود بين الجانبين (مناطق غلاف غزة).