وصل اليوم الثلاثاء 22 تشرين الأول/ أكتوبر، فريق من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إلى مخيم برج الشمالي في جنوب لبنان، وافتتحوا أبواب العيادة التابعة للوكالة لتقديم الخدمات الطبية لأبناء المخيم.
ولاقى هذا التحرك ترحيباً واسعاً من قبل الأهالي، الذين أعربوا عن شكرهم وتقديرهم لكل من ساهم في إنجاح هذه المهمة، متمنين تواصل هذه الجهود لتشمل باقي المخيمات والتجمعات الفلسطينية في منطقة صور.
وتأتي هذه الخطوة، عقب قرابة شهر من العدوان "الإسرائيلي" على لبنان، وترك وكالة "أونروا" مخيمات مدينة صور، دون خدمات صحية وبيئية، ما خلّف معاناة كبيرة وخصوصاً لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
نداء من المؤسسات والجمعيات لدعم صمود اللاجئين
في سياق متصل، وجهت المؤسسات والجمعيات والنوادي والمراكز الثقافية والاجتماعية والمنظمات الجماهيرية الديمقراطية الفلسطينية في مخيم برج الشمالي نداءً إلى وكالة "أونروا" وكافة المؤسسات الإنسانية الدولية، طالبت فيه بالإسراع في توفير كافة مقومات الصمود لسكان المخيم، في ظل تزايد أعداد اللاجئين نتيجة العودة اليومية لعائلات نازحة من مراكز الإيواء خارج المخيم، والتي لم تعد تلبي احتياجاتهم بسبب غياب الرعاية والدعم الإغاثي المناسب.
وأشار البيان إلى أن المخيم يضم آلاف الأطفال وكبار السن والمرضى الذين يعانون من الأوضاع الإنسانية المتردية، مشدداً على أهمية التحرك السريع من قبل "أونروا" والمجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم.
وتطرقت المؤسسات في ندائها إلى استمرار العدوان "الإسرائيلي" على لبنان ومناطق الجنوب، الذي فاقم من الأوضاع المعيشية والصحية لأبناء مخيم برج الشمالي، حيث تعيش المخيمات والتجمعات الفلسطينية في منطقة صور حالة من الحصار وسط القصف والاعتداءات اليومية، مما أدى إلى زيادة معاناة اللاجئين الفلسطينيين وتدهور ظروفهم الحياتية.
وأكدت المنظمات الفلسطينية أن "أونروا" تتحمل مسؤولية إنسانية وقانونية تجاه اللاجئين، معربة عن استغرابها من إقدام الوكالة على إغلاق مراكزها الصحية وتقديم الحد الأدنى من الدعم في ظل هذه الظروف الصعبة، مما تسبب في حرمان الآلاف من خدمات حيوية.
وطالبت بضرورة استئناف عمل المراكز الصحية وتوفير الخدمات الطبية والمواد الغذائية والمساعدات المالية بما يسهم في تخفيف المعاناة وتعزيز صمود الأهالي.
كما دعت المنظمات الإنسانية الدولية لتحمل مسؤولياتها تجاه آلاف اللاجئين في المخيم، مؤكدة أن مسؤوليتهم مضاعفة في ظل الظروف الراهنة، ومشددة على ضرورة توفير الحماية للمدنيين وتأمين مقومات الحياة الأساسية لهم، سواء الصحية أو المعيشية.
وفي ختام ندائها، أشادت المؤسسات بالمبادرات المجتمعية التي يقوم بها أبناء المخيم، والتي تعبر عن روح التكافل والتضامن، وتقاسم المعاناة واللقمة، في مواجهة التحديات الراهنة، معبرة عن التصميم على الصمود والحفاظ على المخيم باعتباره رمزاً للعودة إلى فلسطين.
تأتي هذه التحركات والدعوات في وقت يشهد فيه المخيم تردياً في الأوضاع الإنسانية؛ بسبب تداعيات العدوان "الإسرائيلي" المكثّف على لبنان وتأثيره المباشر على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وخصوصاً في مدينة صور الجنوبية، مما يستدعي استجابة عاجلة من قبل "أونروا" والمجتمع الدولي لتخفيف المعاناة ودعم صمود اللاجئين الفلسطينيين في برج الشمالي وكافة المخيمات في لبنان.