نشر جيش الاحتلال "الإسرائيلي" خرائط هدم لنحو 100 مبنى سكني في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، ضمن عمليته العسكرية المستمرة لليوم الـ59، والتي تهدف إلى تغيير معالم المخيم، وسط تصاعد عمليات تهجير الفلسطينيين والتدمير المتواصل للبنية التحتية والاستيلاء على المباني السكنية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
وأكدت بلدية جنين، في بيان صدر اليوم الخميس 20 آذار/مارس، أن جيش الاحتلال نشر إعلانًا كشف فيه عن نيته تفجير 66 منزلًا خلال الساعات المقبلة.
وأفادت مصادر محلية بأن جيش الاحتلال وزّع خريطة تُظهر باللون الأحمر المنازل والمباني المقرر هدمها، والتي تقدر بنحو 100 مبنى، حيث تم تسليمها لأهالي مخيم جنين تمهيدًا لعملية الهدم.
وأضافت المصادر أن مئات العائلات في المخيم لم تتمكن بعد من الوصول إلى منازلها لتفقدها أو الحصول على حاجياتها قبل بدء عمليات الهدم "الإسرائيلية".
وكان جيش الاحتلال قد أخطر بهدم أكثر من 60 منزلًا في المخيم، عبر توزيع خارطة تشمل عدة حارات مستهدفة، منها حارة الحواشين، ومحيط مسجد عزام، وجورة الذهب، والسمران، ومنطقة نادي مخيم جنين، وحارة الألوب.
وفي الوقت نفسه، يواصل الاحتلال عمليات إحراق المنازل داخل المخيم، حيث أضرم النيران في عدد من المنازل بمحيط ديوان السعدي الليلة الماضية. كما يفرض حصارًا على مستشفى جنين الحكومي، مغلقًا الشارع المؤدي إليه بالسواتر الترابية.
وأسفر العدوان "الإسرائيلي" على جنين ومخيمها، منذ 21 كانون الثاني/يناير، عن استشهاد 34 فلسطينيًا وإصابة العشرات، بالإضافة إلى تجريف كامل شوارع المخيم، وتدمير جزئي أو كلي طال 512 منزلًا ومنشأة.
كما تسبب العدوان في تهجير أكثر من 3 آلاف فلسطيني، واعتقال نحو 227 آخرين، وسط استمرار عمليات التحقيق الميداني واقتحام المنازل.
نزوح جديد من مخيمات طولكرم ونور شمس مع استمرار العدوان
في المقابل، يتواصل العدوان على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ53، بينما يدخل يومه الـ40 في مخيم نور شمس، وسط تصعيد مستمر وعمليات هدم طالت المزيد من المنازل والبنية التحتية لشوارع المخيم.
وأفادت اللجنة الشعبية لمخيم نور شمس بأن الاحتلال هدم نحو 66 منزلًا منذ بدء عدوانه، فيما أكدت مصادر محلية أن 6 مبانٍ سكنية تضم عشرات الشقق قد جرى هدمها أمس، حيث تركزت عمليات الهدم في حارة المنشية.
في غضون ذلك، واصل الاحتلال مداهمة الحارات والمنازل في مخيم نور شمس، لا سيما في حارات جبلي والنصر والصالحين، كما استولى على منزل لعائلة أبو دية وحوّله إلى ثكنة عسكرية في منطقة جبل النصر.
وشهدت مخيمات طولكرم ونور شمس موجة نزوح جديدة، تحت تهديد سلاح الاحتلال، عقب صمود الأهالي لمدة 53 يومًا تحت الحصار والعدوان "الإسرائيلي".
معتز السروجي، لاجئ فلسطيني، من مخيم طولكرم، عبّر عن معاناة سكان المخيم قائلاً: "تفاجأنا الساعة الثامنة صباحًا بدقّ جيش الاحتلال أبواب منازلنا داخل المخيم، مطالبًا إيّانا بإخلائها حتى الساعة 12 ظهرًا".
وأضاف في مقابلة مع بوابة اللاجئين: "بدأت العشرات من العائلات بالنزوح إلى الشوارع، دون أن يجدوا أي جهة رسمية تسأل عنهم، سواء من محافظ المدينة أو مدير المخيم أو مسؤول أونروا، وهذا هو حال الناس الآن".
وأدى العدوان على مخيمات طولكرم ونور شمس إلى نزوح قسري لأكثر من 24 ألف لاجئ فلسطيني، فيما استشهد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في الشهر الثامن، كما أصيب واعتُقل مئات الفلسطينيين.
كما تسبب العدوان "الإسرائيلي" في دمار شامل للبنية التحتية، حيث تضررت شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات، إلى جانب هدم مئات المنازل والمنشآت الفلسطينية، سواء بشكل جزئي أو كلي.