واصلت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، تصعيدها لعمليات القصف واستهداف المدنيين في قطاع غزة، صباح اليوم الأحد 14 كانون الأول/ ديسمبر، عقب يوم دام خلف شهداء وجرحى خلال جريمة اغتيال ارتكبت بحق قيادي في كتائب القسام ضمن خرق خطير لاتفاق وقف إطلاق النار بينما استهدفت جيش الاحتلال مجدداً مدينتي رفح وخان يونس جنوبي القطاع وسط تصاعد وفيات المنخفض الجوي المستمر.
ويأتي هذا التصعيد بعد ساعات من استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة أكثر من 25 آخرين، جراء قصف "إسرائيلي" استهدف سيارة مدنية على شارع الرشيد الساحلي، غرب مدينة غزة، مساء أمس السبت، باستخدام طائرات مسيّرة، وفق مصادر طبية فلسطينية.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الشاباك قد أعلنا، أمس السبت، تنفيذ غارة في قطاع غزة قالا: إنها استهدفت القيادي في كتائب القسام رائد سعد، قائد ركن التصنيع وأحد مهندسي عملية طوفان الأقصى.
وكانت حركة حماس قد أدانت التصعيد "الإسرائيلي" والغارات المستمرة مؤكداً أن ذلك انتهاك جديد لوقف إطلاق النار وجريمة متعمدة تهدف إلى تقويض الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية دولية.
وحملت الحركة على لسان رئيسها خليل الحية حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التصعيد، مطالبة الوسطاء والدول الضامنة للاتفاق بالتحرك العاجل والضغط لوقف الاعتداءات المتواصلة على القطاع.
وفي إطار الانتهاكات المستمرة، اعتقلت قوات البحرية "الإسرائيلية"، أربعة صيادين فلسطينيين أثناء عملهم قبالة شاطئ مدينة غزة، قبل أن تقوم بتفجير مركبهم المستخدم في الصيد، في تصعيد جديد يستهدف أرزاق الصيادين ويزيد من معاناة السكان.
إنسانيًا، تتفاقم الأوضاع في ظل المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع، حيث أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، وفاة ما لا يقل عن 10 أشخاص خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة الأمطار الغزيرة. وأكد أن آلاف العائلات تعيش في خيام لا توفر الحد الأدنى من الحماية من برد الشتاء القارس.
وحذر "غيبريسوس" من ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الحادة، إضافة إلى أمراض مثل الإسهال والتهاب الكبد، نتيجة نقص المياه الصالحة للشرب وسوء أوضاع الصرف الصحي، مشيرًا إلى أن منظمة الصحة العالمية تواجه صعوبات كبيرة في إدخال الإمدادات الطبية بسبب رفض الاحتلال السماح بدخول بعض المواد الأساسية.
ومن قبل أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، وفاة 11 فلسطينيًا جراء انهيار مبانٍ متضررة من القصف الإسرائيلي السابق بفعل الأمطار الغزيرة، إضافة إلى غرق وتضرر 53 خيمة بشكل كلي أو جزئي خلال منخفض جوي استمر ثلاثة أيام.
ويأتي هذا التصعيد العسكري والإنساني في وقت يواجه فيه قطاع غزة أوضاعًا كارثية، وسط تحذيرات متزايدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في حال استمرار العدوان وغياب التدخل الدولي العاجل.
