عقدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" اجتماعًا في المنطقة الوسطى بقطاع غزة، في إطار تعزيز التواصل مع المجتمع المحلي وضمان إيصال أصوات السكان واحتياجاتهم، بمشاركة نائب مدير شؤون "أونروا" في غزة "هيلي يوسيكلا"، و"جون وايت"، إلى جانب مدراء المناطق وممثلين عن المجتمع المحلي.
وشهد الاجتماع نقاشات موسعة حول قضايا رئيسية، في مقدمتها التعليم وأهمية تعزيز المساحات التعليمية المتاحة في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها القطاع، إضافة إلى دور المرأة في المجتمع وسبل دعمها وتعزيز مشاركتها في مختلف المجالات، إلى جانب التأكيد على تمكين الشباب ودعمهم ليكونوا فاعلين في مجتمعاتهم.
وأكدت "أونروا" أن هذه اللقاءات تأتي ضمن جهودها المستمرة لتعزيز الشراكة مع المجتمع، والتعامل بجدية مع ملاحظاته واقتراحاته.
وفيما تواصل الوكالة الأممية عملها الإغاثي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا سيما في قطاع غزة لمواجهة الظروف الكارثية التي يعيشها السكان عقب حرب الإبادة، كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن حملة ضخمة تقودها سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" بملايين الدولارات لتقويض جهود "اونروا" الإنسانية.
وذكرت الصحيفة، في مقال: أنه رغم محاولات السلطات "الإسرائيلية" المستمرة لمنع وتقويض الدعم الإنساني الذي تقدمه "أونروا"، فإن نحو 12 ألف موظف للوكالة في غزة يواصلون أداء مهامهم بلا هوادة، رغم تعرضهم للنزوح والإصابة وفقدان أفراد من عائلاتهم.
وبحسب المقال، يقدّم طاقم الرعاية الصحية التابع للأونروا نحو 40% من احتياجات الرعاية الصحية الأولية في قطاع غزة، حيث يعالج ما بين 10 إلى 15 ألف شخص يوميًا، فيما بلغ عدد الاستشارات الطبية منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 نحو 15.6 مليون استشارة.
كما يواصل مهندسو "اونروا" العمل على ضمان تدفق المياه النظيفة لدعم صحة ونظافة الأسر النازحة، حيث تم خلال الأسبوعين الأخيرين من تشرين الثاني/نوفمبر 2025 توفير المياه النظيفة لنحو 400 ألف نازح في حين يقوم عمال الوكالة بإزالة ما بين 300 و400 طن من النفايات الصلبة أسبوعيًا، في ظروف بالغة الخطورة.
وفي الجانب النفسي والاجتماعي، يقدم مستشارو "أونروا" الدعم النفسي لـ 720 ألف نازح، بينهم 520 ألف طفل، في محاولة للتخفيف من آثار الصدمات النفسية العميقة التي خلفتها الحرب. وعلى الصعيد التعليمي، عاد أكثر من 50 ألف طفل إلى فصول الأونروا الدراسية، فيما وصلت الدروس عبر الإنترنت إلى مئات الآلاف من الأطفال الآخرين.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن الهجمات التي تقودها الحكومة "الإسرائيلية" ضد "أونروا" تهدف إلى تعطيل وتفكيك عمل الوكالة، رغم الدور المحوري الذي تلعبه في إنقاذ الأرواح.
وأوضحت أن 381 موظفًا من الأونروا ارتقوا في هجمات عسكرية "إسرائيلية" منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وهو أعلى عدد من الضحايا في صفوف العاملين في المجال الإنساني بتاريخ الأمم المتحدة.
كما أفاد المقال باعتقال عدد من موظفي "أونروا" في غزة على يد قوات الجيش "الإسرائيلي"، حيث أكدوا لاحقًا تعرضهم لسوء المعاملة والتعذيب في حين سلط المقال الضوء على إقرار ما يسمى "الكنيست" "الإسرائيلي" قانونين يهدفان إلى إغلاق "أونروا" نهائيًا ونزع الشرعية عن عملها.
ولفتت الصحيفة إلى أن "إسرائيل" وحلفاءها استخدموا القانون والدعاية كأدوات لتشويه سمعة الوكالة، حيث أنفقت "إسرائيل" خلال العامين الماضيين ملايين الدولارات على حملة دعائية متعددة القنوات، شملت لوحات إعلانية في مدن عالمية كبرى تُشبه موظفي الأونروا بالإرهابيين، إضافة إلى إغراق الإنترنت، بما في ذلك إعلانات مدفوعة على "غوغل" بمعلومات مضللة.
وأكد المقال أن "أونروا" دأبت على مشاركة قوائم موظفيها، متضمنة الأسماء والوظائف والهويات، مع "إسرائيل" سنويًا على مدى قرابة عقدين، دون أن تبدي الأخيرة أي اعتراض على الموظفين المرشحين منذ عام 2011.
كما فنّد باحث ألماني مختص الادعاءات "الإسرائيلية" بشأن "معاداة السامية" في المناهج التعليمية للأونروا، معتبرًا أن هذه الاتهامات تهدف إلى تقليص تمويل التعليم ونزع الشرعية عن الوكالة، وليس تحسين العملية التعليمية.
وبحسب معطيات أممية، تمتلك "أونروا" مواد إيواء تكفي 1.3 مليون شخص مخزنة خارج حدود غزة مباشرة، إضافة إلى نحو 5000 شاحنة محمّلة بإمدادات طارئة، إلا أن "إسرائيل" لا تزال تمنع إدخالها إلى القطاع.
