قمعت قوات جيش الاحتلال وقفة احتجاجية، اليوم الاثنين 15 كانون الأول/ديسمبر، نظمها سكان مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، رفضًا لقرار عسكري يقضي بهدم 25 مبنى سكنيًا داخل المخيم، في إطار استمرار عدوان ما يسمى بـ"السور الحديدي".
وأفادت مصادر محلية بأن جنود الاحتلال أغلقوا محيط المخيم ومنعوا الأهالي من مواصلة الوقفة، قبل أن يقدموا على رفع علم الاحتلال قبالة المحتجين في خطوة استفزازية، ما أدى إلى إصابة أحد الفلسطينيين بحالة إغماء جراء التوتر والضغط النفسي، وسط حالة من الغضب والاستياء في صفوف السكان.
ويأتي منع الوقفة الاحتجاجية بعد إصدار جيش الاحتلال قرارًا عسكريًا جديدًا يقضي بهدم 25 مبنى إضافيًا في مخيم نور شمس، في خطوة تضاف إلى سلسلة طويلة من عمليات الهدم والتدمير التي تستهدف المخيم وسكانه منذ أشهر، ضمن سياسة ممنهجة لتغيير معالمه الجغرافية والديموغرافية.
وعلّق محافظ طولكرم عبد الله كميل على إخطارات الاحتلال بهدم منازل الفلسطينيين، معتبرًا أنها تمثل انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي وجريمة حرب وفق منظور المحكمة الجنائية الدولية، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل لوقف انتهاكات الاحتلال وعدوانه المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها.
وشدد كميل على أن هدم آلاف المنازل في الضفة الغربية يندرج ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى استنزاف الفلسطينيين وضرب القوانين والمواثيق الدولية عرض الحائط، مؤكدًا أن الذرائع الأمنية لم تعد مقنعة، خاصة أن المخيمات باتت شبه فارغة من سكانها بعد عمليات الهدم الواسعة التي نُفذت بذريعة شق الطرق وتعبيد الشوارع.
وأوضح أن الهدف الحقيقي من هذه السياسات هو القضاء التام على حق الفلسطينيين في العودة وفرض وقائع جديدة على الأرض بالقوة، معتبرًا أن المواقف الدولية الحالية غير كافية، ومطالبًا المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات رادعة وحقيقية لإجبار الاحتلال على وقف سياسة هدم المنازل.
وتعيش نحو 1907 عائلات نازحة حاليًا في شقق مستأجرة موزعة على مختلف مناطق محافظة طولكرم، في ظل أوضاع إنسانية واقتصادية بالغة الصعوبة، فيما تشير معطيات محلية إلى أن الاحتلال هدم ما لا يقل عن 1000 شقة سكنية بشكل كامل في مخيم نور شمس، في محاولة واضحة لإنهاء وجود المخيم وطمس قضيته، ضمن سياسة التهجير القسري والتدمير الشامل.
وأسفر العدوان المتواصل على مخيمي طولكرم ونور شمس عن تهجير أكثر من 5 آلاف عائلة، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، إضافة إلى تدمير أكثر من 600 منزل تدمير كلي و2573 منزلًا تدميرًا جزئيًا، ما حوّل المخيمين إلى مناطق شبه خالية من الحياة.
كما أدى العدوان إلى استشهاد 14 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما كانت في شهرها الثامن من الحمل، فضلًا عن عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير واسع طال البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية، وقضى على معظم مظاهر الحياة داخل المخيم.
