اليونان – خاص
 

لا يزال مصير مئات المهاجرين الفلسطينيين في اليونان مجهولاً، إلا أن المؤشرات تنذر بتفاقم الأوضاع المزرية في الأصل، خصوصاً مع إقرار البرلمان اليوناني مؤخراً قانوناً أكثر تشدداً تجاه المهاجرين، وارتفاع حدة احتجاجات واعتداءات سكان الجزر اليونانيين.

 

أوضاع مأساوية في مخيم كاليمنوس

"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" حصل على صور من مخيم في جزيرة كاليمنوس، حيث يكابد الموجودون فيه أوضاعاً مأساوية.


 



فالمخيم، المخصص لـ 50 شخصاً على الأكثر، تضع السلطات اليونانية فيه نحو 200 شخص، بينهم حوالي 50 فلسطينياً، ما زلوا ينتظرون أن يقر المسؤولون في الجزيرة مصيرهم.
 

ولا تقتصر المعاناة عند هذا الحد، إذ يتعرض المهاجرون على هذه الجزيرة لمضايقات من قبل سكانها اليونانيين، حيث أكد مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين قيامهم برشق محيط المخيم بأصابع ديناميت خلال ليلة الحد الماضي

وكان عشرات اللاجئين الفلسطينين والسوريين شرعوا بإضراب عن الطعام داخل سجن جزيرة رودس اليونانية احتجاجاً على الأوضاع غير الإنسانية التي يحتجزون فيها.

وتفرض إدارة السجن، بحسب شهادة أحد اللاجئين، إجراءات مشددة، وتمنع المحتجزين من الخروج إلى ساحة السجن والوصول إلى الندوة، كما أنها ترفض توزيع الأغطية الشتوية لهم بالرغم من الطقس البارد داخل سجن النظارة الواقع مقابل خفر السواحل في الجزيرة.

 

اعتداءات ومظاهرات احتجاجاً على إيواء لاجئين

ولا يبدو أن الوضع يتجه نحو الأفضل، حيث شهدت عدة مدن يونانية احتجاجات رفضاً لإيواء اللاجئين..

ففي الشمال، وتحديداً في مدينة يانيتسا، تجمّع نحو 30 شخصاً ليلة أمس الأحد، لقطع الطريق أمام حافلتين سياحيتين نقلت السلطات على متنهما بين 100 و150 لاجئاً من أجل إيوائهم في فندق محلي.

وتمكنت الشرطة من تأمين وصول الحافلتين إلى الفندق.

وفي الشمال أيضاً، أقام يونانيون تجمعاً على أوتوستراد إغناتيا في منطقة سيري، احتجاجاً على نقل لاجئين ومهاجرين إلى هذه المنطقة.

وليلة السبت، وصل عمدة جزيرة كوس، ثيودوسيس نيكيتاراس، صحبة مسؤولين محليين ومجموعة من الناشطين، إلى الميناء لمنع إنزال عشرات من اللاجئين تم نقلهم على متن عبارة من جزيرة كاستيلوريزو.

ومنع المحتجون، عبر استخدام سيارات البلدية لعرقلة عملية إنزال اللاجئين في ميناء الجزيرة، ولم يسمحوا بالنزول سوى لاثنين من أصل 77 لاجئاً كانوا على متن العبارة التي تابعت طريقها إلى ميناء بيريوس في البر الرئيس لليونان.

وقبل نحو عشرة أيام، منع سكان نيا فراسينا 380 من طالبي اللجوء من الوصول إلى الفنادق بإلقاء الحجارة على حافلاتهم التي استدارت وتوجهت إلى موقع آخر في وسط اليونان.

ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عن مصادر أمنية، أن قوات حرس الحدود التركية ضبطت 252 مهاجراً غير شرعي قرب معبر "قابي قولە" الحدودي في ولاية أدرنة شمال غربي البلاد.

 

الوصف: C:\Users\user\AppData\Local\Microsoft\Windows\INetCache\Content.Word\thumbs_b2_5de37a2627255bdd8f2311b56d23ac69 (1).jpg

 

وقال المهاجرون إن قوات حرس الحدود اليونانية قبضت عليهم بعد دخولهم الأراضي اليونانية، وأعادتهم قسراً إلى تركيا، بما يتعارض مع الاتفاقيات الدولية، موضحة أن المهاجرين أشاروا إلى أنهم تعرضوا للضرب من قبل قوات حرس الحدود اليونانية.

 

 

سعي لنقل 20 ألف مهاجر إلى البر اليوناني قبل نهاية العام
 

إلى ذلك، شرعت السلطات اليونانية، في عملية لنقل طالبي اللجوء إلى البر الرئيسي، بسبب زيادة أعدادهم في جزر بحر إيجه.

وذكرت صحف يونانية، أمس الأحد، أن السلطات نقلت نحو 800 طالب لجوء إلى ميناء "إلفسينا" قرب العاصمة أثينا، تمهيداً لتوزيعهم على مخيمات مختلفة بالبلاد، عقب وصول أعداد طالبي اللجوء إلى 15 ألفا في مخيم موريا وأطرافه بجزيرة ميديلي في لسبوس.

وتخطط السلطات لنقل 5 آلاف طالب لجوء إلى البر الرئيسي في غضون 15 يوماً، في وقت قالت فيه الحكومة إنها تريد نقل 20 ألف شخص بحلول نهاية العام.

وفي تصريح تلفزيوني، أوضح نائب وزير حماية المواطن، المسؤول عن شؤون سياسات الهجرة في اليونان، يورغوس كوموتشاكوس، أن 40 ألف طالب لجوء دخلوا البلاد خلال الأشهر الأربعة الأخيرة.

وكان البرلمان اليوناني صادق، يوم الجمعة الماضي، على مشروع قانون أكثر تشدّداً حيال اللاجئين بالرغم من انتقادات محلية ودولية.

ويهدف مشروع القانون المُقرّ إلى تسريع عملية توزيع المهاجرين وطالبي اللجوء وترحيل أعداد منهم.

ويؤسس القانون المُقرّ نظام لجوء جديد من شأنه تسريع عملية إعادة من رفضت طلباتهم إلى تركيا في إطار الاتفاق التركي – الأوروبي، كما يعزز عمليات الرقابة في بحر إيجه لمكافحة وصول المهاجرين غير الشرعيين، إلى جانب تكثيف عمليات التفتيش الشرطية  لضبط المهاجرين.

كما يتضمن تقصير إجراءات اللجوء وإعطاء المحاكم الإدارية المحلية صلاحية النظر في طلبات الاستئناف التي يتقدم بها من رفضت طلبات لجوئهم.

ويهدف القانون أيضاً إلى نقل 20 ألف مهاجر إلى مخيمات جديدة يجري إنشاؤها على البر، وحرمان المهاجرين، الذين لا يمتثلون لقوانين وقواعد المخيمات المحتجرين فيها، حق اللجوء.

وارتفع عدد اللاجئين الذين يصلون إلى اليونان لأعلى مستوى منذ عامين، مع تباطؤ عملية النظر في طلبات اللجوء، حيث بلغ عددهم 35 ألفا مقابل 14 ألفاُ في نيسان/أبريل، أي نحو 6 أمثال القدرة الاستيعابية للمخيمات.

ووصل أكثر من 12 ألف مهاجر إلى اليونان في أيلول/سبتمبر الماضي، في أكبر موجة هجرة تشهدها البلاد منذ عام 2016، حين أبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقاً مع تركيا لإغلاق ممّر بحر "إيجه" أمام اللاجئين الوافدين إلى أوروبا، وباتت بذلك اليونان هي الباب الأول أمام دخول المهاجرين إلى أوروبا.

ويعيش نحو 34 ألف شخص في مخيمات منتشرة بخمس جزر يونانية، علماً بأن سعتها لا تتخطى 6300 شخص.

وتشير إحصائيات غير رسمية إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا إلى اليونان يصل قرابة 4 آلاف لاجئ، ويقطنون في جزر لسبوس، متليني، خيوس، ليروس، كوس ورودس، بينهم عائلات وأطفال ونساء ومسنون، ويتوزعون على مخيمات اللاجئين بعضهم يسكن في خيم والآخر في صالات كبيرة أو كرافانات.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد