لبنان
نشوى حمّاد


شارك نادي "مُخيّم قلنديا" الفلسطيني القادم من القدس المحتلة بمباراة كرة السلة في ملعب مجمع الشيّاح بالعاصمة اللبنانيّة بيروت الأسبوع الماضي، في مواجهة مع نادي "سبورتنغ" المصري، بحضور عشرات الفلسطينيين من مُختلف مُخيّمات اللجوء الفلسطينيّة في لبنان، لتشجيع الفريق الفلسطيني، وسط هتافات داعمة لفلسطين والقضيّة عمّت أرجاء الملعب.

واقع "نادي مُخيّم قلنديا" في ظل الاحتلال 
لم تكن مسيرة فريق نادي مُخيّم قلنديا سهلة، إذ يُعاني أعضاء الفريق الذي يقع مقرّه بمنطقة على احتكاك دائم مع الاحتلال، من غياب للكثير من الإمكانيّات التي تخوّله الوصول إلى المراتب العليا، وفي هذا السياق يُوضح مُدير الفريق، عماد مسلّم، لموقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، ظروف حياة الفريق داخل القدس المُحتلّة، قائلاً: "عمد الاحتلال إلى إقفال النادي منذ عام 1982 حتى أواخر التسعينيّات، إلّا أنّ الفريق لم يتوقّف هنا، حاولنا الاستمرار في تدريباتنا، واستطعنا استخدام ملعب مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين "الأونروا."

يُتابع مسلّم حديثه لـ "بوابة اللاجئين"، بأنّه تم استعادة النادي فيما بعد، مُتطرقاً إلى الوضع الحالي له داخل المُخيّم: "ولكننا ما زلنا نفتقر لملعب جيّد، فمساحة المُخيّم صغيرة جداً والمنازل تصطف بجانب بعضها البعض"، ويُضيف "غياب المساحة لا يمنع الفريق من التدريب بشكلٍ جيّد، إلا أنّ المساحة الصغيرة التي يتم فيها التدريب غير ملائمة للاعبين في أي فصل كان – صيفاً أو شتاءً- ما يحد من تطوير قدراتهم."

أما فيما يخص التدريب خارج المُخيّم، أشار مسلّم إلى أنّ إدارة الفريق تعمل من حين إلى آخر على استئجار ملعب في مدينة رام الله بالضفة الغربيّة المُحتلّة، لكي يتمكّن الفريق من اللعب بأجواء مناسبة، مُنوّهاً إلى أنّ هذه الخطوة تُكلّفهم الكثير من المال، إضافةً إلى أنّ القيام بها لعدةّ أيّام في الشهر، يُعتبر غير كافي لفريق كان بطلاً ويطمح لتمثيل اسم فلسطين عالميّاً.

من يدعم الفريق ماديّاً؟ 
يُعاني الفريق من غياب مُموّل ثابت أو داعم له، فتعتمد إدارة النادي على تحصيل الدعم المادي بشكلٍ غير دائم من شركات خاصة أو مؤسسات أو أصدقاء، هذا ما أكّده مسلّم، مُطالباً بجهود فلسطينيّة تعمل على تأمين حاجات النادي من أجل دعمه للوصول عالميّاً.

وأشار مسلّم، إلى أنّه عندما دُعي الفريق للمشاركة في المباراة من قِبل الاتحاد العربي، واجه العديد من الضغوطات الماديّة لاتخاذ قرار المُشاركة، إذ لم تتوافر الإمكانيّات التي تسمح للفريق بتأمين تكلفة السفر، مُضيفاً أنه "بعد الاجتماع قرّرنا بذل كل الجهود للسفر والمشاركة، لأنّ هدفنا الأساسي هو رفع اسم فلسطين في المُباريات الدوليّة وليس فقط المحليّة، وتم تأمين المبلغ من أموالنا الخاصة."

كسر الحواجز لرفع اسم فلسطين
مدرب فريق نادي قلنديا، معتز أبو دية، نقل بدوره لموقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، مُعاناة النادي التي يواجهها الفريق في القدس المحتلة، بسبب تضييقات قوات الاحتلال، قائلاً: "نتعامل مع العديد من الظروف الصعبة، التي تحول بيننا وبين استكمال مُبارياتنا وتدريباتنا في القدس المحتلة، وألغيت العديد من المُشاركات بسبب إقفال قوات الاحتلال للعديد من الطرقات والحواجز."

وعن قدرتهم على استكمال مسيرتهم للوصول إلى هدفهم برفع اسم فلسطين، قال أبو دية، "نحن نتعامل مع كل الظروف الصعبة، ومن خلال الفن والرياضة نُقاوم، لنُعلن تمسّكنا أمام الملأ بوطننا فلسطين، ولنُثبت قدرتنا على العيش كباقي الشعوب، ما سيُتيح لنا رفع علمنا."

ساعات إضافيّة وعوائق.. فقط لأنّك فلسطيني
لم تكن الحواجز داخل فلسطين المُحتلّة والصعوبات هي العائق الوحيد أمام فريق "نادي قلنديا"، فبعد انتظار اللاعبين وأعضاء الفريق نحو (16) ساعة لمُغادرة المطار والتوجّه إلى لبنان، كان بانتظارهم البقاء في المطار اللبناني لنحو (6) ساعات إضافيّة، "فقط لأنهم فلسطينيين من الأراضي المحتلة"، هذا ما أشار إليه أبو دية، مُشيراً إلى أنّ الفرق الأخرى لم تأخذ معها الرحلة إلا ساعتين من الوقت.

مُعاناة لم تمنع أهالي مُخيّم برج البراجنة من مواكبة ودعم الفريق
أعرب أبو دية عن تعاطفه مع الظروف القاسية التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيّون داخل مُخيّماتهم في لبنان، مُشيراً إلى صعوبة العيش في تلك المُخيّمات التي تُعاني الفقر والحرمان، وتابع قائلاً: "في ظل كل تلك الظرف المعيشيّة الصعبة في بيئة المُخيّم، تأتي قوانين الدولة اللبنانيّة بمنع الفلسطيني من العمل بعشرات المهن ما يجعل اللاجئ خاضع لسيف البطالة واليأس."

وعلى الرغم من تلك الظروف، أكّد  أبو دية أنّ أهالي مُخيّم برج البراجنة لم يتركوا الفريق وعملوا على دعمه ومواكبته خلال رحلته في لبنان.

رائحة الوطن تتمثّل بأجمل ثوب
"أي نسمة هوا جاي من فلسطين نحن منغمرها ومنقدّرها كلاجئين فلسطينيين، كيف ان كانوا القادمين هم أخوة إلنا في النضال والقضيّة من داخل فلسطين المحتلة، من قلنديا"، هذا ما قاله الناشط الفلسطيني، وائل فتح الله، ابن مُخيّم برج البراجنة بالعاصمة اللبنانيّة بيروت، خلال حديثه مع البوابة.

وأشار فتح الله، إلى أنّ المعنى من دعم فريق نادي قلنديا، ليس رياضي فحسب بل هو معنى وطني ورسالة تمسّك بالوطن رغم كل الظروف، مُنوّهاً إلى أهميّة مُشاركة الفرق الفلسطينيّة في مباريات خارجيّة، لما له من أهميّة في إيصال اسم فلسطين ورفعه عالميّاً، ما يُعد انتصاراً معنويّاً كبيراً للقضيّة. وختم فتح الله كلامه قائلاً "عُرف الشعب الفلسطيني بقدرته على خلق الإنجازات من رحم المعاناة."

نحن شعبٌ حي وُلد ليُقاوم ويعيش
الشاب الفلسطيني باسم نصّار من مُخيّم برج البراجنة، اعتبر أنّ دعم فريق نادي قلنديا واجب على كل شخص فلسطيني أو داعم للقضيّة، لأنّه جاء من فلسطين ليرفع اسم فلسطين عالياً، مُمثّلاً الشعب الفلسطيني في كل بقاع الأرض.

ويُتابع نصّار قائلاً، إنّ كل فريق فلسطيني يستمر في مسيرته الرياضيّة داخل فلسطين، ويتصدى للعوائق التي يفرضها عليه الاحتلال، هو فريق يُناضل ويرسم صورة جديدة من المُقاومة الحيّة، وهنا يثبت بأنّنا شعب خلق ليعيش ويُقاوم بكل الطرق.

ويُشير نصّار إلى أنّ دور الفرق الفلسطينيّة شيء أساسي في رسم الهويّة، مُعتبراً أنّ تأهّل تلك الفرق ووصولها دوليّاً ينقل صورة جديدة عن الفلسطينيين، ويكسر التضليل الذي يُحاول أن يرسمه الاحتلال للشعوب في الخارج – بإرهاب الفلسطينيين- حيث تتحوّل الصورة عندها إلى مشهديّة شعب موهوب فنان ورياضي يُقاوم للدفاع عن حقّه بوطنه.

القضية الفلسطينيّة... قضيّة شعب عربي واحد
من جانبه، مُدرب فريق "نادي سبورتنغ" المصري، عمر السبخي، وبعد فوز فريقه، أعرب لـ "بوابة اللاجئين"، عن تمسّك الشعب المصري بالقضيّة الفلسطينيّة ودعمه لها، فهو يعتبر فلسطين وجعاً وألماً لن يزول إلّا بزوال الاحتلال وتحرير فلسطين المُحتلّة.
خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد