تتواصل الحملات والجهود الفلسطينيّة في مساعدة المتضررين من الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا فجر الإثنين الماضي، وذلك للتخفيف عنهم وتقديم المساعدات الإغاثيّة والماليّة العاجلة.
عضو الهيئة الإدارية للاتحاد العام للجاليات الفلسطينية في أوروبا د. حازم عنتر، قال في تصريحٍ لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": أنّ الاتحاد العام للجاليات في أوروبا قام بتشكيل صندوق خيري لجمع التبرعات وتوزيعها على المحتاجين في الجانبين التركي والسوري، مُؤكداً أنّ حجم الدمار مرعب جداً وصعب وصفه، وهذه الأزمة لن تنتهي توابعها في يوم أو يومين، لا سيما مع استمرار الهزّات الارتداديّة التي بلغت بحسب الخبراء إلى 1850 هزّة ارتداديّة منذ يوم الزلزال إلى هذا اليوم.
لا يوجد حتى اللحظة أرقام مقدّرة لأعداد المفقودين من أبناء جاليتنا الفلسطينيّة تحت الأنقاض.
وأضاف، إنّه وحتى الآن يوجد في تركيا أكثر من 28 ألف ضحية، وأكثر من 90 ألف جريح، وما زالت هناك بعض المعجزات لانتشال بعض الأحياء من تحت الأنقاض إذا سمحت الظروف والإمكانات.
وحول أعداد الضحايا الفلسطينيين أوضح عنتر أن أكثر من 35 فلسطينيا حتى اللحظة قضوا في الجانب التركي، وحوالي 56 شخصا قضوا في الجانب السوري، أي قرابة 91 فلسطينيا قضى جرّاء هذا الزلزال إلى جانب الجرحى الذين ما زالوا في المستشفيات.
ولفت عنتر إلى أن "المشكلة الرئيسيّة أنّنا لا نستطيع تقدير أعداد المفقودين لأنّ هناك عائلات كاملة مفقودة ولم يبلّغ عنها أحد، ولا يوجد حتى اللحظة أرقام مقدّرة لأعداد المفقودين من أبناء جاليتنا الفلسطينيّة تحت الأنقاض".
كما أشار عنتر إلى أنّه ومنذ اللحظة الأولى للزلزال قامت السفارة الفلسطينيّة في تركيا بتشكيل خلية أزمة مكوّنة من رؤساء الجاليات في تركيا ورؤساء المنظمات والجمعيات الأهليّة الفلسطينيّة، بالإضافة إلى عضوية الاتحاد العام للجاليات الفلسطينيّة في أوروبا، حيث باشرت خلية الأزمة متابعة الأمور والتطورات من خلال تقديم المساعدات للمتضررين والمنكوبين الأتراك أو من أبناء الجالية الفلسطينيّة، أو من خلال تقديم المساعدات الماديّة، إلى جانب إنشاء غرف عمليات خاصّة في مناطق الجنوب التركي لمساعدة المتضررين هناك.
اقرأ/ي أيضًا حملات التبرع لمنكوبي الزلزال مستمرة في مخيمات لبنان
وعلى صعيد متصل، قالت حملة "فلسطين معكم"، إن فريق جمعية "فيدار" بمدينتي "مرسين" و"كهرمان مرعش" المنكوبتين وزّع الفرشات والبطانيات والمواد الغذائية على المتضررين وعلى العائلات التي نزحت في المدينتين اللتين ضربهما الزلزال.
وأشارت الحملة في تصريحاتٍ لها، إلى أنّ هذا الجهد يأتي في إطار الحملة للتضامن المادي والمعنوي التي أطلقها عدد من الجمعيات والمؤسسات الفلسطينيّة.
وفي الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، تتواصل في مدينة أم الفحم حملة التبرعات لإغاثة منكوبي الزلزال، حيث جرى جمع مبلغ مليون و600 ألف شيكل خلال ساعات من إقامة خيمة الطوارئ في المدينة.
وتشهد حملة التبرعات في مدينة أم الفحم إقبالاً واسعاً، إذ جاءت هذه التبرعات برعاية جمعية "الراحمون" الخيرية التي تنشط في مساعدة اللاجئين والمحتاجين.
ومن المتوقّع أن تستمر حملة التبرعات لعدّة أيّام حتى يتم جمع أكبر مبلغ لمساعدة اللاجئين ومتضرري الزلزال في تركيا وسورية، ويتم جمع التبرعات بعدة وسائل منها في خيمة الطوارئ بأم الفحم، بالإضافة إلى التحويلات البنكية لحساب بنك جمعية "الراحمون".
من جهته، قال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة السلطة الفلسطينيّة رياض المالكي، إنّ الفريق الفلسطيني للتدخل والاستجابة العاجلة إلى سوريا وتركيا، يقوم بجهود إغاثية استثنائية ويعمل في ظروف صعبة ومعقدة، على الرغم من حجم الدمار الكبير الذي لحق بكلا البلدين، وصعوبة الأحوال الجوية.
وأشار المالكي في بيانٍ له، أن أعضاء الفريق من الأطباء يتواجدون في المستشفى الجامعي في مدينة حلب إلى جوار زملائهم السوريين، للتعامل مع الحالات الطبية، وتقديم العلاج، والقيام بالعمليات المشتركة، والمعاينات الطبية اللازمة، وتوزيع الأدوية التي تبرّع بها القطاع الخاص في فلسطين للجهات المحتاجة، وقام أعضاء الفريق بتفعيل عمل النقطة الطبية في مخيم الرمل الجنوبي، في مركز إيواء مدرسة الخيرية، حيث يتم تقديم الإسعافات الأولية والطبية العاجلة لأهالي المخيم عامة، وللقاطنين بمراكز الإيواء خاصة، من خلال العمل على ثلاث ورديات على مدار الساعة، حيث قام الفريق بالتعامل مع عشرات الحالات.
وبيّن المالكي، أنّه تم رفد مراكز الإيواء بالأدوية الطارئة، وتقديم الدعم النفسي لمن فقدوا عائلاتهم بالكامل، وتقديم الدعم النفسي لمرافقي المرضى، وجلسات فردية وجماعية للمتضررين من الزلزال داخل مركز الإيواء في مدرسة خيري، إلى جانب تنفيذ أنشطة وفعاليات مختلفة للدعم النفسي في مركز إيواء نادي الضباط للأهالي السوريين.
وأفاد المالكي أيضاً، بأنّ الفريق الفلسطيني قام بإنشاء عيادة طبية في إحدى المدارس الحكومية في مخيم الرمل، وتم تجهيزها بالمطلوب، ويقوم طبيب وممرض من الهلال بتقديم العلاج والدواء للمرضى والمحتاجين.
وارتفعت حصيلة الضحايا من الفلسطينيين جرّاء الزلزال المدمر، الذي ضرب تركيا وسوريا إلى 91، بعد وفاة عائلة فلسطينية من خمسة أفراد في تركيا، حيث أكَّد سفير السلطة لدى تركيا فائد مصطفى، صباح اليوم الأحد، وفاة حميد سليم، وزوجته سهام دبور، وابنته نسرين، وحفيديه، في مدينة أنطاكيا جراء الزلزال المدمر، فيما أعلن مساء السبت، عن وفاة الطفل محمود شعبان (5 أعوام)، في ولاية غازي عنتاب التركية.