كشفت صانعة محتوى الأطفال الأميركية الشهيرة ريتشيل أكورسو، المعروفة بـ "مس ريتشل" (Ms. Rachel)، عن تلقيها تهديدات جدية طالتها وطالت أسرتها، عقب إدراج اسمها ضمن قائمة ما يسمى "مُعادي السامية" التي أصدرتها منظمة "أوقفوا معاداة السامية" المؤيدة لـ"إسرائيل".
وأثار الإعلان موجة واسعة من القلق والغضب، لاسيما أن الاتهامات جاءت عقب مواقفها الداعمة للأطفال في غزة ومناطق النزاعات حول العالم.
وقالت "مس ريتشل": إن إدراج اسمها في هذه القائمة كان منعطفًا خطيرًا فتح الباب أمام حملات منظمة تسعى إلى تشويهها وإسكات الأصوات المتضامنة مع أطفال غزة، مشددة على أن الاتهامات الموجهة لها لا تستند إلى أي أدلة.
وأضافت أن بعض الجهات تحاول الضغط على الشركات للتوقف عن التعاون معها عبر ترويج مزاعم غير حقيقية، واصفة هذا السلوك بأنه غير مقبول وخطير.
وفي سلسلة منشورات، كشفت "ريتشل" أن أطفالها تأثروا بشكل مباشر بهذه الحملة، لاسيما ابنها الذي أصابته حالة من الذعر والبكاء بعد سماعه حديثًا يتعلق بسلامتها الشخصية، مشيرة إلى أن هذه التجارب المتتابعة تركت أثرًا نفسيًا واضحًا على حياتهم الأسرية.
وأكدت أنها وعائلتها تلقوا رسائل تهديد جسدي استمرت لأكثر من عام ونصف العام، وهو ما وصفته بأنه استنزاف نفسي كبير، ورغم ذلك، أكدت أنها لن تتراجع عن دعمها للأطفال المتأثرين بالنزاعات في غزة والسودان والكونغو وغيرها من المناطق.
وقد أثارت تصريحاتها موجة تضامن واسعة من نشطاء وصحفيين وشخصيات عامة داخل الولايات المتحدة وخارجها، مؤكدين أن دعم أطفال غزة لا يمكن اعتباره بأي شكل معاداة للسامية، ومنددين بالحملات التي تسعى لإسكات الأصوات الإنسانية.
يُشار إلى أن "مس ريتشل" كانت قد أثارت الجدل الشهر الماضي بعد إلغاء اشتراكها بصحيفة "نيويورك تايمز"، احتجاجًا على تغطيتها التي وصفتها بأنها منحازة وغير إنسانية تجاه الفلسطينيين. وقد عمّق الجدل نشرها تسريبًا لمذكرة داخلية منسوبة لهيئة تحرير الصحيفة، تتضمن تعليمات للكتّاب بتجنّب استخدام مصطلحات مثل الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، وحتى كلمة “فلسطين”، في سياق تغطية العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأعاد هذا التسريب إحياء الاتهامات القديمة الموجهة للصحيفة بمحاولة التحكم بالسرد الإعلامي المرتبط بالقضية الفلسطينية.
وعلى الرغم من الضغوط، حضرت ريتشل أكورسو حفل جوائز نساء العام 2025 لمجلة "غلامور" الذي أقيم في فندق بلازا بمدينة نيويورك، حيث تم تكريمها ضمن قائمة نساء العام تقديرًا لتأثيرها الكبير في مجال التعليم المبكر وجهودها الإنسانية.
ولفتت الأنظار بإطلالتها بفستان استثنائي مطرّز برسومات رسمها أطفال من قطاع غزة، في خطوة رمزية حملت رسالة واضحة بأن دعمها لهم لن يتوقف.
تُعد "مس ريتشل" من أبرز الشخصيات على منصات الأطفال في الولايات المتحدة إذ يتابع قناتها التعليمية "Songs for Littles" أكثر من 14.7 مليون مشترك. وكانت دائمًا تعبّر عن قلقها تجاه الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهها الأطفال الفلسطينيون منذ بدء الحرب على غزة، مكرّسة منصّاتها لتسليط الضوء على معاناتهم.
