نظّم العشرات من الموظفين اعتصامًا أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مدينة غزة، مساء اليوم الخميس 18 كانون الأول/ديسمبر، احتجاجًا على سياسة الفصل غير المبرر بحق موظفيها، وسط مطالبات بضمان الأمان الوظيفي، في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها الفلسطينيون، مع استمرار تداعيات حرب الإبادة التي شنّها الاحتلال في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

WhatsApp Image‏ 2025-12-18 at 18.28.30.jpeg

وأقام اتحاد الموظفين العرب خيمة اعتصام أمام البوابة الغربية لمقر وكالة "أونروا" في مدينة غزة، احتجاجًا على ما وصفه بالظلم الممارس بحق موظفي الوكالة، حيث رفعت لافتات كُتب عليها: "آن الأوان لرفع الظلم عن الموظفين وإعادة الموظفين المسافرين إلى عملهم"، و"رواتب الموظفين حق وليست منّة"، و"أين الإنسانية يا وكالة الغوث الدولية؟".

وخلال الوقفة الاحتجاجية، ألقى رئيس اتحاد الموظفين العرب في وكالة "أونروا"، مصطفى الغول، بيانًا شديد اللهجة، أعلن فيه الرفض القاطع لقرارات الفصل، مؤكدًا أن إدارة الوكالة أقدمت على فصل موظفين دون وجه حق، واصفًا هذه الخطوات بأنها طعنة في ظهر العاملين الذين واصلوا أداء واجبهم في أصعب الظروف، ولم يغادروا ميدان العمل.

WhatsApp Image‏ 2025-12-18 at 18.28.29.jpeg

وأشار الغول إلى الأثر الإنساني الكارثي لهذه القرارات على الموظفين وأسرهم، حيث بات كثير منهم بلا معيل في ظل حرب مدمّرة داخل القطاع وخارجه، مؤكدًا رفض الاتحاد لأي محاولات تمسّ دور وكالة "أونروا" أو تؤثر في برامجها وخططها الخاصة بالفلسطينيين.

وطالب الغول بإعادة رواتب الموظفين المفصولين، وإخضاعهم لتحقيق شفاف وعادل، مشددًا على أنه لم يسبق فصل أي موظف استنادًا إلى ادعاءات غير مؤكدة.

كما دعا إلى إعادة رواتب الموظفين الذين اضطروا للسفر، ووقف جميع الإجراءات التي وصفها بالجائرة بحقهم، وإعادة حقوقهم كاملة، موضحًا أن هؤلاء لم يغادروا بدافع السياحة أو الترفيه، بل طلبًا للنجاة أو العلاج، ومن بينهم مرضى سرطان، وأهالٍ سافروا لعلاج أبنائهم أو ذويهم، وآخرون كانوا في إجازات رسمية. وأضاف أن العديد منهم يعيشون أوضاعًا قاسية، حيث اضطرت بعض الموظفات للعمل في مهن متدنية، فيما لجأ آخرون إلى السكن في الحدائق العامة.

وأكد رئيس اتحاد الموظفين ضرورة فتح قنوات تواصل جادة مع الاتحاد، والعمل على حل القضايا التي تمسّ كرامة وحقوق الموظفين، مشددًا على أن الاتحاد سيواصل الدفاع عن حقوق العاملين عبر مختلف الفعاليات الرسمية والنقابية، حتى عودة المفصولين إلى أعمالهم وإلغاء ما وصفه بالقانون المجحف المعروف باسم "قانون الإجازة الاستثنائية".
 

وقفة في غزة.png

بدوره، قال مدير عام المخيمات في المحافظات الجنوبية، عادل منصور، في كلمة باسم دائرة شؤون اللاجئين، إن فصل الموظفين يمسّ جوهر عمل وكالة "أونروا" القائم على خدمة الفلسطينيين ورعايتهم، وضمان حقوق العاملين فيها، مطالبًا بإعادة الموظفين المفصولين وتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم.

وطالب منصور المفوض العام بتحمّل مسؤولياته كاملة، واتخاذ موقف علني واضح للدفاع عن الوكالة وموظفيها، ووقف تعطيل البرامج، لا سيما التعليم والإرشاد النفسي، وإعادة جميع الموظفين الموقوفين وصرف مستحقاتهم دون تأخير.

كما دعا إلى حماية التفويض الأممي لـ"أونروا" من أي ابتزاز أو تسييس، وفتح حوار جاد وشفاف مع اتحاد الموظفين، بعيدًا عن سياسة فرض الأمر الواقع، مؤكدًا أن الوقفة تمثل "وقفة حق وكرامة" دفاعًا عن رسالة إنسانية، وعن موظفين قدّموا الشهداء ولا يزالون.

وفي ختام الوقفة، أعلن اتحاد الموظفين العرب في "أونروا" أن الخيمة المقامة تمثل اعتصامًا رمزيًا، محذرًا من أن الفعاليات الاحتجاجية ستتصاعد تدريجيًا في حال عدم استجابة الوكالة، واستمرار ما وصفه بالقرارات الجائرة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد